تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الموازنة الأميركية السوداء!!

ايمانيتيه
ترجمة
الاثنين 3/3/2008
ترجمة : سراب الأسمر

ماذا قدم جورج بوش للبيت الأبيض في السنة الأخيرة من حكمه? قدم موازنة سوداء, وهو يتأهب لغطاء موازنة ب 3100 مليار دولار في السنة المالية المقبلة (تشرين الأول 2008 إلى أيلول 2009), فالنفقات العسكرية كانت هائلة جدا إذ بلغت 606.4 مليارات دولار,

أي بزيادة 7.5% وهي أضخم موازنة خصصت للنفقات العسكرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, وإذا قارنّا بين نفقات الولايات المتحدة العسكرية هذه وموازنات غيرها من الدول نجد أن الموازنة التي تنفقها روسيا لا تتجاوز ال 33 مليار دولار والصين ال 46.7 مليار دولار, إنها مأساة بكل معنى الكلمة.‏

المجموعة العسكرية الصناعية نشيطة جداً لدى البيت الأبيض, مبدئياً يمكن لجورج بوش أن يسر بهذا النشاط ففي الواقع خصص 104 مليارات دولار لشراء تجهيزات عسكرية, طائرات مطاردة من شركة لوكهيد مارتن وبوينغ, وسفن حربية من نورثروب جنرال ديناميك, والصواريخ من رايثيون Raytheon, كما لا ننسى شركة إيدس حليفة نورثروب: المجموعة الفرنسية الألمانية التي على وشك البدء بمشروع تجديد طائرات إمداد لسلاح الجو الأميركي (جيش الطيران الأميركي) والذي سيكلف 17.3 مليار دولار ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة الدرع المضاد للصواريخ الذي ستقيمه الولايات المتحدة في بولونيا وفي الجمهورية التشيكية 10.5 مليارات دولار.‏

إذا ما استثنينا مسألة الانسحاب التدريجي للقوات من العراق, فإن حرب العراق التي تحتمت ارتفاع موازنة السلاح البري حيث بلغ 140.7 مليار دولار بمقدار 9.6%, ترى قيادة جيش الولايات المتحدة أن هذه الحرب أنهكت الجيش البري الذي توجب عليه زيادة الوحدات العسكرية ويتوقع أيضاً زيادة عدد القوات البحرية (تجنيد 5000 رجل) والجنود العاملين (7000 عنصر إضافي), في النهاية ستحتاج الولايات المتحدة إلى تخصيص خمسين مليار دولار لتمويل التجنيد والتدريبات العسكرية الخاصة بالحرس الوطني حيث إن جزءاً من القوات موجود في العراق.‏

على وجه العموم, سيقفز العجز في تقديرات موازنة 2008-2009 وهذا العجز الأخير سيرتفع من 162 مليار دولار (عام 2007) إلى 410 مليارات.‏

بشكل إجمالي فإن جورج بوش الذي وجد فائضاً في الموازنة حين وصل إلى البيت الأبيض عام 1998 سرعان ما عكس الأمور وأوصل الحسابات إلى الخط الأحمر, مرحلة الخطر, وذلك بسبب برامجه من تخفيض الضرائب وحربه على العراق وما تبع ذلك من ركود عام ,2001 وحين سيغادر البيت الأبيض في كانون الثاني 2009 ستكون مجمل عجوزات الموازنة قد وصلت إلى 9000 مليار دولار وهو يعتقد أنه بالإمكان إصلاح التوازن في أفق عام 2012 وترتكز برامجه في ذلك على توقع متفائل بنمو قدره 2.5% في السنة وعلى اقتطاعات من برامج الإعانة الاجتماعية (صحة وتقاعد) بمقدار 619 مليار دولار لمرحلة تمتد عشر سنوات ومواصلة تخفيف الضغط المالي عن الفئة الأكثر غنى, مع ذلك, لن يكون بمقدوره استدراك العجز الحاصل, فالديمقراطيون الذين يسيطرون على الكونغرس ليسوا مستعدين للتصويت على إجراء اقتطاعات مالية من برامج الإعانة الاجتماعية, أو تخفيض الضرائب كما يتصورها شاغل البيت الأبيض, بقدر ما هم مستعدون للحملة الانتخابية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية