والموظفين من أبناء المحافظة ولاسيما بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الألبسة خلال الأشهر الماضية, والملاحظ في هذا الصدد أن جميع المحال المذكورة تركزت بقصد وبدون قصد حول بناء البلدية وفي الجزء الجنوبي تحديداً وصولاً إلى المشفى.
قد يكون عامل الجذب الرئيسي في هذه المحال هو أسعارها المناسبة لدخل الجميع وجودة معظم بضائعها ومنافستها لمثيلاتها في السوق إن لم تكن أفضل منها وهذا ما أشار إليه أحد المواطنين الذين التقيناهم في أحد المحال بالقول: إن سعر جاكيت الجلد (الجيد) حصراً في محال البالة يتراوح بين 600- 1500 وأحياناً أقل من ذلك السعر بينما يتجاوز سعرها في المحال التجارية ال 3000 ل.س وكذلك الأمر بالنسبة للأحذية والقمصان إذ يبلغ سعر القميص ذي القماش الأجنبي العالي الجودة في البالة 150 ل.س في حين أن سعره في الأسواق الخارجية إن وجد يتجاوز 800 ل.س وهذا ما يعطيني وأصحابي الأمل باقتناء أفضل الماركات العالمية بأحسن الأسعار, أما السيدة نبيلة .م فتقول: نظراً للارتفاع المستمر لأسعار الألبسة و خاصة ألبسة الأطفال فقد باتت هذه المحال هي الملاذ الوحيد لي ولأمثالي من الأمهات العاملات من ذوات الدخل المحدود نظراً للفروقات السعرية الكبيرة بين هذه المحال ومثيلاتها في الأسواق التجارية الضخمة.
بينما لا يخفي السيد أحمد الشريف تخوفه من انتشار هذه المحال فيقول: رغم الدور الإيجابي الذي تقدمه هذه المحال بمساعدة ذوي الدخل المحدود على سد احتياجهم, إلا أننا لا نعرف مثلاً مصدر هذه البضاعة أولاً ومدى جودتها ثانياً, ثم هل تخضع للرقابة قبل دخولها أسواقنا وهل هي نظامية, عدا عن وجود بعض الموديلات الغريبة عن مجتمعنا وطريقة لباسنا ولا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن رواد هذه المحال ليسوا جميعاً من الفقراء , وإنما هناك العديد ممن يقصدون هذه المحال لا لحاجتهم وإنما لاقتناء آخر الصرعات والموديلات الجديدة.
أخيراً ورغم اختلاف الآراء بين مؤيد ومعارض لوجود هذه المحال ووجود بعض التحفظات عليها ولا سيما طريقة وصولها إلينا من البلدان المجاورة وهي معبأة في أكياس كبيرة (دوكمة) عالكيلو إلا أنها أضحت بشكل أو بآخر مقصداً لأغلب شرائح المجتمع غنيها وفقيرها لما تحتويه من بضائع ذات سوية جيدة وماركات عالمية مشهورة وبأسعار مناسبة للجميع وأعدادها تتزايد باستمرار فنأمل من الجهات المعنية بالمحافظة العمل على تنظيم عمل هذه المحال وحمايتها من جهة وإخضاعها للرقابة من جهة أخرى ولاسيما مع هذا الإقبال الشديد عليها لما فيه فائدة الجميع.