والنقص في أحد هذه المعادن أو أكثر, يؤدي الى حدوث اضطرابات خطيرة, يُخل بهذه التفاعلات, التي تنعكس بدورها على صحة الانسان, فتقلبها رأساً على عقب. وأحد المعادن التي يشكل أهمية عظمى للجسم معدن المغنزيوم.. فهو يساعد ويوجه العديد من التفاعلات الفيزيولوجية التي تجري على البروتينات والسكريات والدهون.. عدا عن ذلك فهو يشارك مع معدن الكالسيوم في الحفاظ على التوازن العضلي العصبي.. من هنا تبدو أهميته على نفسية الانسان, وبنيته الشخصية.
وأينما اتجهنا في جسم الانسان نصطدم بمعدن المغنزيوم, فهو يوجد في كل زاوية من زواياه, وكل خلية من خلاياه.. وأعلى نسبة له تشاهد في العظام التي تعتبر المقر الحيوي والرئيسي له, وبعد ذلك تأتي العضلات, ثم الجهاز العصبي, وأخيراً القلب والكليتان والكبد. يؤدي نقص المغنزيوم لدى الانسان الى إصابته بالعديد من مظاهر الضعف والمرض. وهذه المظاهر يمكن إجمالها بالتالي: التشنجات العضلية, والخدر, والنمل, والرجفان في الأطراف, واضطراب النوم, والنزف, والهيجان, والعصبية, والاحساس بالتعب, وسقوط الشعر, وآلام في العمود الفقري...الخ...
إن العدو الأول للمغنزيوم هوالكحول, بالاضافة الى الضغوط الحياتية, وكذلك الريجيم الجائر.
والنساء هن أكثر عرضة لنقص المغنزيوم من الرجال, وذلك بفعل تركيبتهن الفيزيولوجية, وخصوصاً في فترة الحمل.
وكذلك فإن المسنين يصابون بنقص كبير في المغنزيوم, بالاضافة الى الأطفال العصبيين.
يبقى السؤال المهم وهو: لماذا نتعرض الى نقص المغنزيوم?.. الجواب بكل بساطة, هو أن هذا النقص يعود بالدرجة الأولى الى طريقة تغذيتنا, التي تبدلت كثيراً في العصر الحديث.
يضاف الى ذلك أن الخضار التي نتناولها يومياً, هي أقل غنى بالمغنزيوم من تلك التي كان يأكلها أجدادنا, والمسؤول عن ذلك وسائل الزراعة الكثيفة القائمة على الأسمدة الفوسفاتية التي تخفف من نسبة المغنزيوم في الأرض والخضار التي تنبت فيها.
ومن أسباب نقص المغنزيوم أيضاً الافراط في تناول الأدوية المهدئة ومدرات البول, وغيرها مما تقلل من نسبة امتصاص الجسم للمغنزيوم.
بالمختصر المفيد, إن المغنزيوم يعد واحداً من المعادن المهمة والمهملة.. لذلك علينا أن نومن حاجتنا اليومية منه, والتي تقدر بحوالي 350 ملغ, وذلك باللجوء الى الأغذية الغنية به خصوصاً: الخبزالكامل, والعدس, والفاصولياء, والموز, والبلح, وأصداف البحر, والمكسرات كالجوز واللوز والفستق.