تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربوة دمشق

الاحتفالية
الاثنين 3/3/2008
إعداد : ياسر حمزة

و من محاسن الشام محلة ( الربوة) , قال بعض المفسرين : الربوة احدثها بنو كنعان و ابتدؤوها وهي المذكورة في قوله تعالى:(و اويناهما الى ربوة ذات قرار و معين) ,.

يعني مريم و عيسى عليهما السلام . و انما قيل لها ربوة لانها مرتفعة مشرفة على غوطتها و مياهها . و كل رابٍ مرتفع على ماحوله يقال له ربوة ومنه تربية الصبي لترفعه في النفس و الجسم . و المعين الماء الذي يخرج من الارض.‏

و قال ابن مطرف في تربيته : الربوة فيها ثماني لغات: ربُوة , و رَبوة, و رِبوة , و رُباوة , و رابية , و رُبْي , و الجمع رُبى.‏

و الربوة مغارة لطيفة بسفح الجبل , و به صفة محراب يقال انه مهد السيد عيسى عليه السلام يزار و ينذر له . و بها جامع و خطبة و مدارس و عدة مساجد , و بها قاعات و اطباق , و فيها عين ماء يقال لها (الملثم) و مرابط للدواب و بها سويقتان قاطع بينهما نهر بردى و بها صيادو السمك يصطادون , و القلايون على جبل النهر يقلونه , و يذبح بها كل يوم خمسة عشر رأساً من الغنم خلاف ما يجيئها من اللحم من المدينة, و بها عشر شرايحية ليس لهم شغل غير الطبخ و الغرف في الزبادي و الصحون و كل ما تشتهيه الانفس فيها , و بها فرنان و ثلاثة حوانيت برسم عمل الخبز الشوري. و اما الفواكه فلا قيمة لها فإني اشتريت رطلاً بربع درهم . و كذلك الرطل الدمشقي من المشمش مثله و التفاح كذلك . و بها حمام ليس على وجه الارض نظيره لكثرة مائه و نظافته , و له شبابيك تطل على النهر وهو مبني ما بين الانهر من فوقه و من تحته, و بها طارمة المسجد الديلمي الذي جدده نور الدين الشهيد و له اوقاف على قراء و وعاظ و قراءة البخاري و غير ذلك كالمؤذن و الفراش و البواب و الوقاد , و فيه يقول تاج الدين الكندي :‏

ان نور الدين لما أن رأى في البساتين قصور الاغنياء‏

عمّر الربوة قصرا شاهقا نزهة مطلقة للفقراء‏

و قال الامير مجير الدين محمد بن تميم و احسن رحمه الله‏

يا حسن طارمة في الجو شاهقة ما ان تمل بها العينان من النظر‏

نزّه لحاظك في طاقاتها لترى اصناف ماخلق الرحمن للبشر‏

و هذه القاعة التي بناها نور الدين الشهيد هي على شعب جبل جميعها متختة بألواح من خشب, سقفها نهر يزيد و اساسها من تحتها نهر ثورا و منظرها من الغايات التي لا تدرك . و قبالها في الجبل الغربي ضريح العاشق و المعشوق و عليهما صومعتان مبيضتان و بينهما سبعة مقاصف كل مقصف فيه من الثريات و المصابيح و الغطاء و الوطاء ما لا يحتاط به الوصف , حتى ان بعض الناس يطلع اليها ليتنزه فيها يوما فيقيم بها شهرا, و جبالها متقابلان متلاقيان عليها , الجبل الغربي بذيله دفّ الزعفران و الجبل الشرقي رأسة مثل الجنك . و لهذا اطنب الشعراء في وصفهما.‏

ما بين روض و انهار مسلسلة تجري و تحمل انواعا من الثمر‏

كم بتّ فيها و خدني شادن غنج حلو التثني كغصن البانة النضر‏

اشكو اليه الذي القى و مقلته تشكو الي الذي يلقى من السهر‏

حتى رأيت نجوم الليل قد غربت عنا و هبت علينا نسمة السحر‏

قمنا نجرر اذيال العفاف بها و الله يعلم منها صحة الخبر‏

لا خير في لذة تمضي و يعقبها خطيئة تسلك الانسان في سقر‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية