وهذا يعني انه يبحث عن صياغة فنية خاصة للحرف العربي, تحمل بصمته, التي نراها تتنوع ما بين الكتابة الانسيابية والمتوازية احياناً, وصولاً الى الامساك ببعض البنى الهندسية الناتجة عن رغبات ايجاد حالة من الموازنة والمواءمة بين معطيات الموروث الحروفي لفنون الخط الهندسي ( في الايقاعات الشاقولية والافقية) وبين طواعية الحركة الانسيابية العاطفية المقروءة في الحركات التلقائية المنفلتة من كل قيد هندسي او رزانة اتباعية وفي كلتا الحالتين لانعود نرى دلالة ادبية مباشرة في السياق الحروفي المتحرر, بقدر ما نرى صياغة حروفية حديثة وحالة جمالية توفيقية بين معطيات الحضارة العربية في ابجديتها البدائية والتشكيل التجريدي الحروفي المعاصر.
وعلى الرغم من بروز العفوية والانسيابية فهو يرتبط بجمل اوكلمات لها دلالاتها الروحية والانسانية ويتعامل مع الحركة الحروفية بكثير من الجلد والصبر والتأني ويضفي على لوحته المزيد من الاناقة في المظهرين التكويني والتلويني.
وهذا يجعل تجربته الحروفية تتعاكس مع توجهات اكثرية الحروفيين العرب المحدثين الذين رسخوا طوال اكثر من نصف قرن, اجواء العبث التشكيلي وطرحوا اشكالية استلهام الحرف من المنظور الجمالي الاوروبي لا الشرقي ,الشيء الذي ادى الى مزيد من الفوضى والانهيارات الثقافية في حياتنا الفنية والابداعية.