ومع ذلك لم ينسَ جيل القرن الواحد والعشرين كل ذلك مصرا على تذكير العرب بخيباتهم وخياناتهم واللعب بكؤوس السم تترع من أخ لأخيه واللهو على أقدام الغرباء وخبثهم.
مسرحية الطوفان في ثقافي سلمية
مجموعة من الشباب هواة المسرح وتحت رعاية رابطة شبيبة سلمية حضروا وتعبوا وتدربوا وأنتجوا ليعلنوا الحياة في كل زاوية من زوايا المسرح.
تضمن العمل فكرة الانقسامات العربية عبر التاريخ مذكرا بالتغريبة الفلسطينية وحفلة سمر من أجل خمسة حزيران، وبمسرحية كاسك ياوطن وتوليفة من هذه الأعمال التي تعري الواقع من جهة ومن جهة أخرى تبرز الحلول وتكشف بعضا مما يلعب تحت الطاولة.
الطوفان:مسرحية أعدها وأخرجها عصام كحلة وكان مهتما بأركان المسرح من ديكور واضاءة وموسيقا أبرز البيت القديم والمقهى القديم واللباس العربي التقليدي مقسما أهل القرية الى ثلاثة أحياء أحدهما حي السلام والآخر حي المحبة والثالث حي الوحدة، الا أن هناك تفرقة بينهم على وجاهة القرية وكان الجرسون يغذي هذه الخلافات ويدعم التفرقة لتبقى الخلافات مشتعلة وتلهيهم عن بناء السد في وجه الطوفان الذي يهدم بيوتهم ويقتل أطفالهم.
هذا الجرسون هو الخائن «غير الوحيد» الذي يعمل لصالح الآخر في الخارج مقابل المال، أما المدرس فهو الرابط الذي جمع أبناء القرية الذين استطاعوا بفضل نبذ خلافاتهم وتولية أحد الحكماء عليهم بناء سد والحد من آثار الطوفان.
واكتشاف الجاسوس وهروبه من القرية دليل على وجوده في كل زمان ومكان في الأرض العربية خصوصا.
موسيقا وأداء..
كان صوت دقات الساعة بين مشاهد العمل قويا وكأنه انذار لزمن يسرق والعرب في غفلة وكانت الأغاني القديمة وجلسة المقاهي مخصصة للثرثرة وتبادل الاتهامات منذ ذلك الزمن وحتى الآن, وكان صوت فيروز من ناحية أخرى يبرز في جلسات المدرس والحكيم دليلا على حداثة الجيل وتنوره.
وغنى أحد الممثلين بصوت معبر أغنية معبرة لوديع الصافي «يابني بلادك احميها « وفي آخر المسرحية وقف الكادر المسرحي محييا نشيد «موطني»يرافق النشيد مجسم لخارطة الوطن العربي.
انعكاس العمل
شهد العمل حضورا جيدا خلال أيام العرض الثلاثة لكن اللافت وجود فئة عمرية صغيرة مما حدا بالمخرج الى التنويه الى أن للأطفال عروضا خاصة بهم، وكانت ردود أفعال الحضور تثني على العمل وعلى الجهود المبذولة لانجاحه في هذه الظروف التي تشهد هجرة عنصر الشباب بينما شباب الوطن هنا يعملون متحدين الحرب والهجرة...
لذلك لم يركز الحضور على نقد العمل من الناحية التقنية أو الجمالية وكان مجرد متابعة الناس للعمل الى آخره وانتظارهم حتى نهايته نجاحا للعمل.
المشاركون في العمل
مصطفى الحاج, ساهر سعد، محمد عبيدو, عمار خلف، غيث صيوم،محمد علي، رزوق خلوف، محمد شمة، روان أبو اسماعيل،مهند القطريب، محمد الحاج حسين، علي فطوم، سارة الارناؤوط، اديب ديوب، ابراهيم الملوحي، آية خضور، رواد الحايك،مصطفى عبيدو.