فهناك نقاط داخل تلافيف البيت الأبيض وسياساته، يعرف أوباما وإدارته ماذا يريد الرئيس الروسي.
يريد بوتين البغدادي حياً.. ليس ليقتله قبل أن يعرف العالم حقيقة هذا التنظيم كما فعلت واشنطن حين كتبت وأخرجت فيلمها الهوليودي عن مقتل زعيم حركة طالبان قبل الانتخابات الأميركية.. حيث قالت حينها إن بن لادن قتل وانتهى الأمر، أما الثأر مع الإرهاب فقد أخذ منحى دول أخرى لدرجة أن طالبان اليوم أكثر ميلاً لأن تكون جهة سياسية مع كل السمعة الإرهابية المعروفة عنها.
بوتين يريد البغدادي حياً.. ومن ضمن رسائل تلك الجملة أن الرجل أرسل طائراته إلى سورية لمحاربة داعش والقضاء عليه، وليس لإجراء عملية تجميلية تبقي الخليفة قيد الطوع الأميركي كما فعل داعش.
بوتين.. أريد البغدادي حياً.. هي أكثر من أن تكون جملة للحرب.. هي جملة سياسية ترعب واشنطن، وتسحب من يدها الورقة الداعشية، وكل أوراق الإرهاب السابقة إن وجد البغدادي حياً.. وما على لسانه من اعترافات تخرج عن نطاق الحوريات وطريق الحريات إليهن.. وتضع حقيقة زواج واشنطن من الإرهاب لتفريخ النكبات للعالم وإيجاد الطرق للوصول إلى غزو البلدان واستباحة سياداتها وتمرير مخططاتها.
يريد بوتين البغدادي حياً.. إذاً هو يريد تلك القاعدة الإرهابية التي علت فوقها القطبية الأميركية الأحادية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ليجعل منها وثيقة مسجلة في تاريخ السياسة الأميركية.. وبعد هذا التصريح ستكثر الأنباء عن مقتل البغدادي أو بقائه حياً أو اختبائه أو فراره أو عمليات تجميلية.. أو إلى أين يذهب خيال المكر الأميركي.. المهم ألا تجده موسكو أولاً.