وقال بوتين في مقابلة مع قناة روسيا 1 أمس ان مهمة العسكريين الروس في سورية تكمن في العمل على تأمين الاستقرار فيها وتوفير الظروف لإيجاد حل سياسي للأزمة مشيرا إلى ان المشاركة في عملية برية أمر مستبعد وهو ما يعرفه أصدقاؤنا السوريون.
وأشار بوتين إلى أن احتمال التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سورية سيزداد كثيرا في حال واصل الجيش السوري تقدمه في مكافحة الإرهاب لافتا إلى أن روسيا لا تريد بناء أي امبراطورية أو التدخل في أي نزاعات طائفية بأي حال من الاحوال كما أنها لا تفرق بين المذاهب الاسلامية.
وأوضح بوتين أن عمليات القوات الروسية في سورية جاءت بعد اعداد دقيق مشيرا إلى أن كل ما يجري في السماء وعلى الارض ليس أعمالا عفوية بل تنفيذ للخطط المرسومة.
وقال بوتين حضرنا أنفسنا لهذه العمليات القتالية وقمنا بتدابير مسبقة تمثلت في أننا حشدنا في المكان اللازم وفي الوقت المناسب ما يكفي من القوى والوسائل والذخائر وقمنا لوقت طويل بعمليات استطلاع من الفضاء وأجرينا المقارنة بين شتى المعطيات التي حصلنا عليها وأنشأ اختصاصيو هيئة الاركان العامة بالتعاون مع الشركاء وبلدان المنطقة مركزا اعلاميا في بغداد وحصلنا بنتيجة تبادل المعلومات على معطيات اضافية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا أبلغت مسبقا الشركاء الغربيين بعملياتها ضد الإرهاب في سورية تأكيدا على انفتاحها للتعاون لافتا إلى أن موسكو لن تفقد الامل في انضمام بلدان أخرى إلى عملياتها في سورية.
واستغرب بوتين رفض الشركاء الاجانب تقديم أي معطيات عن أهداف لتنظيم داعش إلى الجيش الروسي وقال ان الشركاء ادعوا أنهم يعرفون أفضل منا وهذا ما نشك به فطلبنا منهم احداثيات الاهداف لنضربها ولكنهم رفضوا .
وأشار بوتين إلى أن روسيا استلمت مقترحات من الولايات المتحدة للتعاون بهدف تجنب أي حوادث جوية في سورية لافتا إلى ان ذلك أفضل من لا شيء في المرحلة الاولى ومعربا عن الامل في القيام بخطوات لاحقة والعمل معا لايجاد حل سياسي.
وأكد بوتين أن أبسط أسلوب لمكافحة الإرهابيين بصورة مشتركة هو أن ينضم الشركاء الاجانب إلى روسيا في جهودها لانها تعمل بموافقة السلطات الرسمية في سورية مشيرا إلى أن العديد من قادة بلدان الشرق الاوسط يدركون جيدا خطر الإرهاب ومستعدون للمشاركة في مكافحته.
وقال بوتين ان الولايات المتحدة خططت لتدريب 12 ألف شخص ضمن برنامج تدريب ما يسمى الجيش الحر وخفضت العدد فيما بعد إلى 6 آلاف ولكنها دربت في نهاية المطاف 60 شخصا لم يحارب منهم ضد داعش سوى 4 أو 5 أشخاص وأنفقت على ذلك 500 مليون دولار وقد كان من الافضل لو أعطتنا هذه الملايين الخمسمئة لكنا استخدمناها على نحو أفضل من وجهة نظر مكافحة الإرهاب الدولي.
وأضاف بوتين: ان خطر قيام الإرهابيين بعمليات إرهابية في روسيا موجود طبعا حتى قبل القيام بعمليات عسكرية في سورية ولو أننا سمحنا بافتراس سورية لكان وصل إلى بلادنا آلاف من أولئك الذين يتراكضون اليوم وبنادق كلاشنيكوف بأيديهم.
وشدد بوتين على أن لدى روسيا الارادة لاستخدام أي نوع من الاسلحة اذا كان ذلك يتجاوب مع مصالح الامن القومي للشعب الروسي مشيرا إلى أنها تملك صواريخ يصل مدى اصابتها إلى 4500 كيلومتر وتشبه الصواريخ الموجودة لدى الولايات المتحدة.
وأوضح بوتين أن اطلاق صواريخ كاليبر من السفن الحربية في بحر قزوين يؤكد وجود اختصاصيين على مستوى عال قادرين على الاستخدام الفعال للأسلحة عالية الدقة وذات النوعية الممتازة مبينا ان هذه الصواريخ قامت بـ 147 التفافاً وحلقت على ارتفاع من 80 إلى 1300 متر وكانت سرعتها مثل سرعة الطائرات النفاثة.
وأشار بوتين إلى أن تزويد القوات الروسية بأحدث الاسلحة ليس مرتبطا بما يجري في سورية بل هو قرار متخذ منذ عشر سنوات عندما وضعت الخطط والمهمات اللازمة.
لافروف: لقاء بوتين مع وزير الدفاع السعودي
قدم فهماً أفضل لطريق تسوية الأزمة في سورية
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان قدم فهما افضل لما يجب السير عليه في طريق التسوية السياسية للازمة في سورية.
وقال لافروف عقب اللقاء الذي جرى في سوتشي أمس: ان هذا اللقاء لا يستطيع بالطبع حل جميع المسائل المرتبطة بالازمة السورية ولكنني أستطيع القول بكل تأكيد اننا أصبحنا بعد هذا اللقاء نفهم بشكل افضل كيف يجب السير على طريق التسوية السياسية مشددا على انه ينبغي للعملية السياسية ضمان المشاركة الكاملة لجميع المجموعات السورية وشرائح المجتمع السوري وان تنتهي بالتوصل إلى وفاق سوري سوري يحظى بدعم الاسرة الدولية حتما.
واوضح لافروف ان الهدف الثاني الذي تتشارك به بلاده مع السعودية هو ضمان انتصار المصالحة الوطنية في سورية واجراء العملية السياسية بأسرع ما يمكن والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى ان يشعر جميع السوريين بأنهم أسياد بلادهم مؤكدا ان المباحثات بين الرئيس الروسي وولي ولي العهد السعودي تناولت ايضا تلك الخطوات المؤهلة لتقريبنا من بدء مثل هذه العملية السياسية .
واشار لافروف إلى انه تم التأكيد على التطابق التام في تلك الاهداف التي تتوخاها روسيا والسعودية ازاء سورية وهي بالدرجة الاولى عدم السماح بانتصار الخلافة الإرهابية مبينا ان الرئيس بوتين اكد بهذا الصدد ان عسكريينا في سورية يعملون بصورة حصرية ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى.
من جهته اكد نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي اندريه كليموف ان الوقت حان لانشاء نظام في المجتمع الدولي تتم بموجبه معاقبة الإرهاب بكل اشكاله مشيرا إلى انه اذا ما تم انشاء هذا النظام لن يعود بالامكان شراء النفط من الإرهابيين في اشارة واضحة إلى النظام التركي ولن يكون بامكان الإرهابيين التزود بالاسلحة في اشارة إلى الدول الغربية وقطر والسعودية وانه سيتم بدلا من ذلك القضاء على الإرهابيين.
واوضح كليموف في حديث لموقع اكتوالني الالكتروني التشيكي ان قرار شن العمليات العسكرية الروسية ضد مواقع الإرهابيين في سورية راعى الالتزام بجميع الشروط القانونية وتم اتخاذه بالتوافق مع القانون الدولي.
وقال كليموف ان الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط مهم بالنسبة لروسيا وخصوصا ان هذه المنطقة قريبة جدا لها وتؤثر على أمنها لافتا إلى وجود عدد غير قليل من مواطني روسيا الاتحادية ومن جمهوريات سوفييتية سابقة يقاتلون إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي ما يشكل خطرا على الامن القومي الروسي.
السلطات الروسية تحبط هجوماً إرهابياً
في موسكو وتعتقل المتورطين فيه
اعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية أمس اعتقال مجموعة كانت تخطط لارتكاب هجوم إرهابي في موسكو خلال عملية نفذتها قوات أمنية في أحد المباني السكنية.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن متحدث باسم اللجنة قوله في تصريح صحفي: ان مجموعة من الاشخاص المتورطين في محاولة تدبير هجوم إرهابي اعتقلوا في أحد الاحياء الغربية من العاصمة الروسية وذلك أثناء تنفيذ أجهزة الامن احدى العمليات الامنية .
وأضاف المتحدث: ان تفتيش الشقة التي وجد فيها أعضاء المجموعة أسفر عن العثور على عبوة ناسفة يدوية الصنع أبطل مفعولها مشيرا إلى أن التحقيقات الضرورية في هذا الشأن لا تزال جارية.
وكانت فالنتينا ماتفيينكو رئيس مجلس الاتحاد الروسي أكدت في تصريح صحفي لها في السادس من الشهر الجاري أن أجهزة الامن الروسية اتخذت جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين بما في ذلك من التهديدات الإرهابية المحتملة خلال العملية الجوية الروسية ضد الإرهاب في سورية.