بين الدكتور تيسير الرداوي رئيس هيئة تخطيط الدولة في تصريح خاص لصحيفة الثورة أن الحكومة قدمت على مدى سنوات أزمة الجفاف كل المساعدة الممكنة للمتضررين
وخاصة بالنسبة للمزارعين ومربي الماشية من خلال زمرة من الإجراءات تمثلت في تأجيل الديون المستحقة وإلغاء فوائد الديون وكذلك تزويد الفئات المتضررة بمستلزمات الإنتاج الزراعي و الحيواني بسعر مدعوم من قبل الحكومة.
كما كان هناك وبشكل مستمر تقديم المعونات الغذائية مع ظهور آثار الجفاف واستمر خلال الفترة الماضية وكان التوقيع مؤخراً على وثيقة المشروع التي تضمنت إفادة (300) ألف مستفيد بالمواد الغذائية لمدة ثمانية أشهر بدأت في شهر كانون الأول 2009 وتنتهي في 31/7 من هذا العام منهم 42000 مستفيد في منطقة الشدادي باعتبارها المنطقة الأكثر تضرراً حيث كان العدد الأولي للمستفيدين في هذه المنطقة 24000 مستفيد استطعنا زيادته لتصل لـ42 ألف مستفيد والذي يشكل جزءاً من المستفيدين من هذا المشروع وسيتم دعم هؤلاء المستفيدين في منطقة الشدادي بمعونة إضافية مميزة من خلال المراكز الصحية.
وأضاف أن تحديد المستفيدين من المشروع تم بالتنسيق بين الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي عبر استخدام مزيج من معايير الاستهداف هي:
استهداف على مستوى الأسرة ضمن المزارعين الذين تضرروا طوال السنتين الماضيتين وهم الذين يملكون أقل من 20 هكتاراً من دون الوصول إلى مصادر المياه وعدم وجود مصادر بديلة للدخل، وصغار مربي الماشية الذين فقدوا أكثر من (80٪) من الثروة الحيوانية ويملكون أقل من 50 رأساً، والأسر التي لديها أطفال دون سن الخامسة وكذلك النساء الحوامل والمرضعات والنساء المعيلات والأرامل والمطلقات.
استهداف على مستوى التجمع وضمن المناطق الجغرافية ضم الناس الأكثر ضعفاً بين المجتمعات المتضررة بشدة على أساس مستويات فشل المحاصيل، مستوى استنزاف الثروة الحيوانية، عدم وجود مياه صالحة للشرب، البعد عن الخدمات العامة، مستويات الهجرة الداخلية، ومعدلات التسرب من المدارس.
والمعيار الثالث هو الاستهداف الجغرافي ضمن المناطق الزراعية المناخية الرابعة والخامسة والتي تتلقى مايقل عن/250/ مم من الأمطار السنوية في المحافظات الأكثر تضرراً مثل الحسكة، الرقة، ودير الزور باستثناء حزام نهر الفرات والمناطق الحضرية، وضمن المناطق والنواحي التي يشير مؤشر تحليل الغطاء النباتي إلى وجود مستوى عالٍ من تدهور الغطاء النباتي خلال السنوات الثلاث الماضية.
أضاف الدكتور الرداوي أنه بعد أن تم تقديم قوائم المستفيدين شرعت الحكومة بالاشتراك مع البرنامج في عملية مراجعة حقلية للاستهداف عبر الاختيار العشوائي لعدد من المواقع والأسر والأفراد وذلك للوقوف على دقة الاستهداف والآن بدأت الجهات المعنية وبالتنسيق بين وزارة الزراعة وهيئة تخطيط الدولة والمحافظات المعنية وهيئة تنمية البادية بتوزيع المعونات على المستفيدين الذين تم تحديدهم.
وأكد الرداوي على أن المعونات تلعب دوراً ليس بالسهل يتمثل في تجاوز فترة زمنية معينة وصعبة على المتضررين نحافظ فيها على استمرار بقائهم وتوطنهم في أراضيهم ومراعيهم حيث إن هجرة الفئات المتضررة إلى المحافظات الأخرى. والبلدان المجاورة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الآثار السلبية للجفاف، لذلك فإن الحكومة وفي الوقت نفسه الذي تقدم فيه المعونات للتخفيف من معاناة الفئات المتضررة تعمل على تطوير وإعادة تأهيل المناطق المتضررة بالجفاف وذلك من خلال السعي لتنفيذ مشاريع هامة تتناول: رفع كفاءة الإنتاج في تلك المناطق من الزراعة البعلية، العمل على تقديم مساعدات فنية من شأنها إيجاد مصادر دخل إضافية للقاطنين في تلك المناطق،السعي لتطوير المراعي وطرق إدارتها، دعم الخدمات التعليمية والصحية في المناطق المعنية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الجفاف وتجاوز آثاره، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة لتوطن الفئات المتضررة في مناطقهم والتي تشكل أولوية تهدف إليها المعونات الآنفة الذكر.