وإذا كانت الامبراطورية الرومانية مثلاً، بنت سوراً لحمايتها من هجمات الأعداء وكذلك فعل الصينيون الذين بنوا في القرن الثالث قبل الميلاد سوراً لصد الهجمات الخارجية فإن بريطانيا بنت جداراً في بلفاست عاصمة ايرلندا لحل الأزمة هناك لكن الجدار لم يحل المشكلة بين الكاثوليك والبروتستانت، أما سور برلين وهو أشهر الجدران العازلة في القرن العشرين فلم يمنع من انهيار المنظومة الشرقية بل سقط وتوحدت ألمانيا من جديد.
وفي جنوب افريقيا وخلال الحكم العنصري أقيمت المعازل العنصرية لكنها هي الأخرى ورغم القمع العنصري الوحشي والتطهير العرقي لم تصمد وانهارت مع النظام المقيت الذي أقامها.
واليوم في القرن الحادي والعشرين يقيم الصهاينة العنصريون جداراً للفصل العنصري فوق أرض فلسطين بهدف خنق الشعب الفلسطيني وقطع سبل العيش عنه والاستيلاء على المزيد من أراضيه وتهجيره وكما سعى المحتلون الأميركيون لبناء جدران عازلة في العراق لتفتيته وافقار شعبه، وإذا فكر آخرون ببناء جدران عازلة فإن مصيرها جميعاً لن يكون أفضل من مصير أسوار وجدران عازلة بنيت عبر التاريخ.
وجدار الفصل العنصري فوق الأراضي الفلسطينية لن يحمي الصهاينة من مصير محتوم شهدته كل أنظمة الاستعمار الاستيطاني في العصر الحديث.
فالجدران لن تنفع ولن تحمي بناتها والتاريخ شاهد على ما نقول وهو ما يؤكده الكاتب الشهير روبرت فيسك بقوله: إن الجدران العازلة لن تنفع أبداً في الشرق الأوسط أو في ايرلندا.