تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تفسير الأحلام.. تحقيق رغبة أم كشف مستقبل؟

مجتمع
الثلاثاء 5-1-2010م
نيرمين خليفة

انتشرت في الآونة الأخيرة، وعبر بعض القنوات الفضائية، أو من خلال المواقع الالكترونية برامج لتفسير الأحلام لاعتقاد أكثر الناس بها، وتصديق أي تفسير لها.

وبدا تفسير الأحلام يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام فيجعل البعض يتوقع حدوث أمور سيئة لهم، ويجعل البعض الآخر يتوقع حدوث الأشياء الجيدة والمفيدة. فسيطرت الأحلام على حياتهم الطبيعية ، أو بمعنى أدق فإن تحركاتهم في الحياة صباحاً أصبحت تحددها أحلامهم ليلاً.‏

فإن رأى أحدهم حلماً مفزعاً أحجم عن الخروج من المنزل ويكون العكس صحيحاً إن رأى حلماً سعيداً.‏

وهناك من لا يعير الأحلام أي اهتمام لأنها بعيدة عن الواقع برأيه.‏

فكيف يتعامل من يحلم مع الحلم؟!‏

وهل الحلم ينبىء بالمستقبل ، أم رغبة نريد أن تتحقق وهو يسبق الأحداث المرغوبة واقعاًَ.‏

هذا ما حاولنا الإجابة عنه عبر استطلاع بعض الآراء فوجدنا من يعتقد بالأحلام وينتظر أن تتحقق. وآخرون لا يهتمون بها ولا يعيرونها أي اهتمام فلا يسمحون لعقلهم الباطن أن يسيطر على عقلهم الواعي وهذا أمر ليس صعباً كما قالوا، وبيد الإنسان ألا يسمح به، فالعقل الباطن يمكنه سحب الإنسان إلى عالم الخيال خاصة إن لم تكن له تجارب كثيرة، كالمراهقات والمراهقين الذين ينساقون وراء الأحلام.‏

هذا ما أكدته لنا الطالبة ليلى بقولها بأن أحلامها متغيرة، ومع اقتراب فترة الامتحانات تتأثر بشدة بالأحلام القريبة من الواقع والمتعلقة به، وكم مرة حلمت بأنها دخلت امتحاناً ولم تعرف الإجابة على أسئلة مادة من موادها المقررة، فتستيقظ متوترة وتبقى خائفة من المادة إلى أن تدخل قاعة الامتحان وتجاوب على الأسئلة عندها يزول خوفها، فأصبحت تدرك بأن الأحلام ما هي إلا نتيجة للخوف والتوتر.‏

أما والدتها غادة فهي تحسب لأحلامها ألف حساب لأن أكثرها تتحقق، لذلك تتخوف من كل حلم سيئ تحلمه وتفرح لكل حلم جميل تراه، وتفسر أحلامها من كتاب تفسير الأحلام مع العلم أنها أصبحت تفسر الكثير منها دون العودة لكتاب التفسير، وكما قالت بالتعلم والممارسة صارت تعرف الكثير...‏

وبدوري لا أستطيع أن أنكر أنني أشابه السيدة غادة بأن الكثير من أحلامي تتحقق وتفسر من خلال ربط بعض ما أحلم به بأمور تحدث معي.‏

أخيراً... إن قضية الأحلام قضية حساسة لا يجوز أن يتحدث بها إلا صاحب الاختصاص لإثباتها أو نفيها وينوه« الحارثي» إلى أن تعبير الرؤيا من العلوم الشرعية، ومن ينكر ذلك فهو جاهل مستنداً بذلك إلى كثير من الأدلة ومنها ما قاله الإمام « محمد بن عبد الوهاب»:« علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده» وقال« عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن الكريم ولأجل ذلك لا يعبر الرؤيا إلا من هو أهل العلم بتأويلها من أقسام الوحي».‏

وأكد أن الأحلام هي المصدر الشرعي الوحيد للغيب ومعرفة المستقبل والدجالون طرقهم ظاهرة للعقلاء والعلماء فضلاً عن عامة الناس».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية