تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معرض ضخم في باريس يحتفي بتراث اسطنبول

ملحق ثقافي
5/1/2010م
في مناسبة “عام تركيا في فرنسا” تنظّم “جمعية المتاحف الوطنية” في باريس في “القصر الكبير”

معرضاً ضخماً لمدينة اسطنبول يسمح بقراءة المراحل الأبرز من تاريخها من خلال عدد كبير من الآثار والتحف الفنية والصور والتصاميم الهندسية.‏

وتجدر الإشارة إلى قلّة المُدن في العالم التي تتمتع بماضٍ غني وكثيف مثل اسطنبول، لعبت مسألة اختيارها في الماضي كعاصمة لإمبرطوريتين على مدى ألف وخمسمئة عام، دوراً رئيساً في إشعاعها، لكن قدم هذا الموقع يرجع إلى ما قبل الحقب المعروفة.‏

خضعت هذه المدينة منذ تأسيسها عام 660 قبل الميلاد لتقلّبات سياسية كثيرة ناتجة من موقعها الاستراتيجي، فالفرس، الأثينيون، الإسبرطيون، والمقدونيون، جميعهم تصارعوا عليها قبل أن تقع في يد الرومان عام 146 قبل الميلاد. وفي الأصل، بيزنطيا مدينة صغيرة ومحصَّنة كانت تجثم على التل الذي يرتفع فيه حالياً قصر توبكابي الشهير. وكما في الكثير من المدن الصغيرة القديمة، شُيِّدت داخلها معابد مختلفة وتوزّعت المدافن حولها، وأمّنت واجهتها البحرية لها حاجتها من السمك وحوّلتها إلى مرفأ مهم. بعد تدميرها في نهاية القرن الثاني على يد الإمبراطور الروماني سبتيم سيفيروس، أعاد هذا الأخير بناءها وأتحفها بميدانٍ كبير لسباق الخيل. أما القسطنطينية فأسّسها إمبراطور آخر منحها اسمه هو قسطنطين الأول الذي أراد تشييد “روما جديدة” في الجناح الشرقي للإمبراطورية، فوقع خياره على بيزنطيا ودشّنها عام 330 بعدما وسّع مساحتها كثيراً.‏

وقد نظر إليها البعض كمدينة مقدّسة، كي لا نقول سحرية، واعتبرها آخرون المدينة المنافسة لروما، الأمر الذي غذّى مطامع جيرانها فيها وعرّضها مراراً لأخطارٍ جسيمة. فمن قبائل الهانز والآفار مروراً بالشعوب السلافية والاسكندينافية والعربية، حاول الجميع في فترةٍ ما الاقتراب من المدينة أو الاستيلاء عليها، ولكن من دون نتيجة. أما الضربة القاضية فأتتها من الحملة الصليبية الرابعة التي دخلت قسطنطينية عام 1204 ودمّرت معالمها ونكّلت بسكانها.‏

وفعلاً، وقعت القسطنطينية في يد الأتراك عام 1453 فحوّلوها إلى عاصمة إمبراطوريتهم الجديدة. وجعل محمد الثاني والسلاطين الذين أتوا بعده من هذه المدينة واجهةً لقوّتهم.‏

في القرن الثامن عشر، نشطت من جديد حركة الإعمار وتميّزت بأشكالٍ باروكية مستوحاة جزئياً من الهندسة الغربية، فتوسّعت اسطنبول نحو “القرن الذهبي” على البوسفور، ونحو مرتفعات بيرا، بفضل المشاريع السكنية الباهظة التي تنافست عليها الأميرات العثمانيات وطبقة الأثرياء والطوائف الغربية في هذه المناطق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية