|
هذا الملف ملحق ثقافي من القارئ مع الكتابات السردية الأخرى أياً كان نوعها. لقد ظلت ميزات الكتابة الساخرة عصية على الكثير من الكتّاب،لأنها تحتاج إلى قدر كبير وخاص من الموهبة الاستثنائية، التي غالباً ما تكون جزءاً من شخصية الكاتب، وبعضاً من مكوناته الجينية. في سورية أبدع الراحل عبد السلام العجيلي في (عيادة في الريف) فقدم لنا نماذج حية من الواقع،في حكايات بالغة السخرية، اختلطت فيها الابتسامة والضحك مع مستلزمات التجهم والحزن. أما الراحل حسيب كيالي، فكان بحق أديب الناس والناطق باسمهم بلا منازع، فكتب لسان حالهم ونطق بمنطوقهم،وعبّر عن رغباتهم وأحلامهم، و كانت لغته (الوسطى) هي الأقرب إلى فهم القارئ والأقدر على جذبه. ثمة أسماء أخرى، من أجيال لاحقة، تأثرت بالراحل كيالي، وخاصة من أبناء مدينته (إدلب) وفي مقدمتهم خطيب بدلة، الذي يعتبر الآن أحد أبرز كتّاب الأدب الساخر على قلتهم، ومعه أسماء أخرى، يتنازعها النص الساخر مع سرديات أخرى، فكان ما قدموه مجرد محطات عابرة في مسيرتها الإبداعية. وعلى نحو مختلف تماماً عن السائد والمألوف، يتصدر اسم زكريا تامر كرائد من روّاد الهجاء الصادم، وهو هجاء يستولد الضحكة من الموقف أكثر مما يستولده من اللغة كما في بعض الكتابات الأخرى، الأمر الذي جعل أدبه معلماً من معالم الأدب العربي الساخر. في هذا الملف إطلالة على الأدب الساخر في سورية بقلم بعض كتّابه والمتابعين لمسيرته، وهو أيضاً بمثابة محاولة جادة لدراسة واقعه وإلقاء الضوء على رواده وكتّابه، علّه يكون حافزاً لمزيد من المغامرة والاكتشاف . ghazialali@yahoo.com
|