بارغاس يوسا يصدر “ألف ليلة وليلة”برؤيته الخاصة
ملحق ثقافي 5/1/2010م لا يخفي الأديب البيروفي الأشهر بارغاس يوسا، ولعه برواية ألف ليلة وليلة، معتبراً أنه لم يوجد في تاريخ الأدب اسم أكثر سهولة ويسراً وإشراقاً من شهرزاد أو شهريار.
أصدر يوسا طبعة خاصة منقحة ومحررة من الرواية التاريخية الأسطورية الأشهر في الأدب العربي، صاغ فيها رؤيته الخاصة، ووضع لها تمهيداً من تأليفه، بعد أن قام بتقديمها على المسرح من خلال سبعة عروض، بمساعدة الممثلة أيتانا سانشيز خيخون، في إسبانيا، منذ تموز الماضي.
وفي تجربته المسرحية الثالثة التي تعامل فيها مع نص ألف ليلة وليلة، من إخراج خوان أولي، تنقل عرض بارغاس يوسا بين مدن مدريد وأشبيلية وسانتا كروث دي تنيريفي.
ومن المقرر طرح العمل في المكتبات قريباً، ويهديه يوسا لبطلة العرض ومخرجه، في لفتة تنم عن امتنانه وعرفانه لمعاونيه في العمل وللأفكار والمقترحات التي طرحوها عليه، والتي يرى أنها صوبت الكثير من عيوب رؤيته للنص الذي صاغه في مسودته الأولى. وبدأ يوسا تجاربه المسرحية عام 2005، حيث قدم مع نفس البطلة ونفس المخرج مسرحيتي “حقيقة الأكاذيب” والأوديسا وبنيلوبي” عام 2006.
ولكتابة رؤيته المختصرة للرواية استعان يوسا بالعديد من الطبعات القديمة لها التي تعود إلى القرون التاسع والعاشر والثالث عشر والثامن عشر، التي تم تجميع أجزائها من خلال ترجمات فرنسية وإنجليزية وألمانية. ويرى يوسا أن أهم ما تحمله رواية ألف ليلة وليلة من معان يكمن في “التوظيف الإنساني والأكثر تحضراً ومدنية للخيال” فضلاً عن أن قوتها وجاذبيتها جعلتها تترجم إلى معظم لغات العالم وتظل حية وباقية عبر العصور، “وهو ما لم يتوافر لأي عمل أدبي آخر في التاريخ حتى شكسبير”، حسب قوله. ويقول إن الهدف الأول من طبعته الحالية هو الاحتفاء وتكريم ألف ليلة وليلة، بوصفها جنساً أدبياً عريقاً، كان له فضل الريادة في ابتكار القصص وسردها من أجل تحقيق السعادة للبشرية، مشيراً إلى أن هذه تعد الرسالة الحقيقية للأدب التي تكمن في المقاومة الدائمة للحزن والتعاسة والإحباط.
|