وذلك على مسرح الدفنة شيراتون الدوحة في الثامن والعشرين من كانون الثاني الجاري بمشاركة أكثر من 300 فنان وفنانة.
وقال مخرج العمل: إن عرض بيت الحكمة خلاصة تجاربي المسرحية التي اشتغلت فيها على المساحة والفراغ والطقوس محاولاً مقاربة الرقص إلى التمثيل عبر لغة حركية تعتمد على ارتجالات وحساسيات خاصة بفن التمثيل المسرحي. وأوضح سعدأن اشتغاله على بيت الحكمة جاء نتيجة تعاون فني مع الفنان جهاد مفلح مدير فرقة إنانا والذي كلف من قبل وزير الثقافة القطري حمد عبد العزيز الكواري بإعداد عرض الافتتاح لافتاً إلى أن نص ياسر الأيوبي هو من شجعه على الإقدام لإخراج عرض متنوع الوسائط يعتمد على الرقص والتمثيل والصورة السينمائية في آنٍ معاً.
ويتحدث العرض عن بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون في العصر الذي وصف بالعصر التنويري لأن ذاك البيت كان مركزاً للإشعاع الفكري والعلمي وحركة الترجمة في بغداد.
ويستعرض بيت الحكمة لمرحلة مشرقة من تاريخ الحضارة العربية التي نشطت فيها حركة الأدب والعلوم والنقل عن اللغات السريانية واليونانية والفارسية.
ويرمز العرض لفترة حوار حضاري بين الشرق والغرب من خلال خلاصة الإبداعات العربية متمثلةً بالساعة التي أهداها هارون الرشيد لملك فرنسا شارلمان وكسرت فيما بعد لتنقطع العلاقة ويتوقف الحوار بين قطبي العالم آنذاك. وقال مخرج العرض إن العمل يركز على دور المبدع والمثقف والباحث في زمن العولمة واندثار الهويات واضمحلال الثقافات المحلية وضرورة التمسك بالانتماء القومي العربي. من جهته قال جهاد مفلح مدير فرقة إنانا: إن افتتاح الفرقة للدوحة عاصمة للثقافة العربية هي ثقة كبيرة منحت لإنانا كمؤسسة فنية مستقلة وهو اعتراف بالفن السوري وجدارته في التحضير لحشد من الفنانين والفنيين السوريين بالاشتراك مع فنانين قطريين. وما يميز هذا العرض وجود فنانين نجوم من سورية وعلى رأسهم الفنان غسان مسعود بدور هارون الرشيد والفنان عبد المنعم عمايري بدور المأمون، إضافة إلى زياد سعد، ميسون أبو أسعد، وبسام داوود.
وبين أن ديكور العرض صمم بالكامل في سورية وتم شحنه إلى الدوحة منذ أيام قليلة وهو على شكل مسرح دائري متحرك إضافة إلى تصميم الإضاءة والإكسسوار بالكامل من قبل فنيي فرقة إنانا الذين استطاعوا من خلال مراكمة فنية التحضير لأعمال ضخمة من هذا المستوى.