تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليكن التوازن مع أميركا هدفنا

نوفوستي
ترجمة
الأربعاء 6-1-2010
ترجمة: د. ابراهيم زعير

رغم كل الأحاديث الصحفية حول اقتراب الروس الأميركيين من عقد اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية لتحل محل مكان معاهدة «ستارت-1» والتي تم وفقها أكبر خفض للأسلحة النووية في التاريخ،

لكن التوقيع على معاهدة جديدة، يبدو أكثر تعقيداً وصعوبة، فاللقاء الذي جرى بين زعيمي الدولتين العظميين روسيا والولايات المتحدة على هامش قمة كوبنهاغن للمناخ، لم يسفر عن نتيجة إيجابية بشأن الاقتراب من معاهدة جديدة، على خلاف ما أشيع في وسائل الإعلام، وعندما سأل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من قبل أحد الصحفيين عن المشكلة الرئيسية التي تواجه المحادثات بين الطرفين قال حرفياً: «المشكلة أن شركاءنا الأميركيين يبنون درعاً صاروخية ونحن لانفعل» ومخطط واشنطن الذي لم يلغ بناء هذا الدرع الصاروخي، ترك شعوراً لدى موسكو بعد الارتياح إزاء خطط واشنطن هذه، صحيح أن إدارة أوباما عدلت الخطة السابقة ونقلتها من بولندا وتشيكيا إلى نشر صواريخ اعتراضية في البحر والبر في أوروبا، وإذا ما أصرت واشنطن على خطتها هذه فإن ذلك سيخل بالتوازن الاستراتيجي النووي بين الدولتين وفي العالم، لذلك من الصعب على روسيا الموافقة على أي خفض جديد للأسلحة الاستراتيجية، إلا إذا اطلعت موسكو بشكل مفصل على ما تنوي واشنطن القيام به، وإذا ما تبين أنه لايشكل خطراً على أمنها القومي، عندئذ فقط يمكن السير قدماً نحو معاهدة جديدة، وما يقلق موسكو أيضاً أن الولايات المتحدة تقوم بإنشاء جيل جديد من الأسلحة الصاروخية غير النووية، ولكن لها نفس القدرة التدميرية لبعض أنواع الأسلحة النووية، ولذلك فقد تم الاتفاق مبدئياً على التمديد لمعاهدة «ستارت1» إلى حين صياغة معاهدة جديدة متفق عليها وتستجيب لمصالح الأمن والسلام العالميين، وأمن واستقرار روسيا والولايات المتحدة في آن واحد.‏

وكان العديد من جنرالات الجيش الروسي الكبار، قد حذروا واشنطن من إنتاج أسلحة صاروخية غير نووية يمكن أن تخل بالتوازن بين الدولتين في مجال الأسلحة التقليدية، ومراعاة ذلك هو السبيل لعقد معاهدة جديدة للأسلحة النووية الاستراتيجية، وعلى خلفية هذا التطور للأحداث فقد أجرت موسكو تجربة ناجحة على القاذفات الاستراتيجية من الجيل الخامس، والتي تخضع الآن للتجارب، وكذلك إطلاقها لصاروخ عابر للقارات من طراز «آر. اس- 20 في».‏

بهدف إطالة عمر ترسانتها النووية التي أنشئت في العهد السوفييتي السابق، فالصاروخ المعدل الجديد «آر اس- 20 في» يمكن أن يطول عمره لمدة 23 عاماً قادمة- وبالمناسية يزن هذا الصاروخ 22 طناً وانطلق من منطقة اورنبرغ إلى شبه جزيرة كامتشاتكا 5 أي على مسافة 6500 كيلو متر، وأصاب هدفه بدقة متناهية.‏

ومن ميزات الصاروخ المعدل الجديد اختراق أنظمة صاروخية وتعتبر الولايات المتحدة هذا الصاروخ الذي تطلق عليه «اس-اس-18» (ساتانت)، واحداً من أخطر الأسلحة النووية السوفييتية (الروسية) لتوجيه «الضربة الأولى».‏

يبلغ طول الصاروخ 34 متراً ويصل مداه إلى 16 ألف كيلو متر ويمكنه حمل عشرة رؤوس نووية إلى عشرين رأساً، ويصيب عدة أهداف في آن واحد، ولم تكتف روسيا بهذا الصاروخ بل وحسب الرئيس ميدفيديف: أن روسيا تعمل على تطوير جيل جديد من الصواريخ النووية من أجل ضمان فاعلية قوة ردعها النووي» ولاسيما أن روسيا غيرت من مذهبها العسكري حيث تخلت عن سياسة الموراتيوم السابقة التي بموجبها لن تكون روسيا البادئة بإطلاق صواريخ نووية، وأطلقت عليه «مذهب روسيا العسكري الجديد»، واللافت أن ميدفيديف أكد على أن روسيا لن تتخلى عن تطوير صواريخ جديدة وسيكون نهجها هذا متوافقاً مع اتفاقيات التسليح الموقعة مع الولايات المتحدة.‏

وحتى في حال التوقيع على معاهدة جديدة فإن روسيا لن تتوقف عن نهج تطوير قدراتها النووية، صحيح أن روسيا وأميركا اتفقتا على كل مايتعلق بالمعاهدة الجديدة، ولكن شريطة ألا يخل أي اتفاق بالتوازن الاستراتيجي بين الدولتين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية