ولا تزول آثار هذه المشقة إلا مع رؤية الجلاء المدرسي والاطمئنان على العلامات المدونة عليه...
تختلف وجهات النظر بشأن هذه العلامات ، ولكنها في النهاية هي المقياس الرقمي الوحيد لمستوى أبنائنا وهي التي تحكم وتحدد نوع الهدية المعنوية التي تقدمها المدرسة لهم من امتياز إلى تفوق إلى تقدير إلى مرحى ... الخ
ولأن للعلامات ما لها من هذا الأثر هل يكون الاستسلام لها مريحاً من قبل الأهالي ؟
هدى أم لثلاثة أطفال متفوقين في الحلقتين الأولى والثانية وهي التي تعتني وتهتم بشؤون دراستهم
قالت : يهمني ما يحصلونه من علامات لأن العلامات هي التي تحدد ترتيبهم وهي التي تبعدني عن الغيرة من جارتي إن جاء ابنها قبل ابني في الترتيب ، وبطبيعة الحال فإن من يجمع أكبر قدر من المعلومات يكون الأكثر استيعاباً للمنهاج ...
إبراهيم لديه أربعة أولاد في المدرسة قال : لم أكن أتوقع أن أعود إلى كتب الدراسة ، فأنا مضطر لقراءة جميع الدروس التي يأخذها أولادي لأكون قادراً على مراجعتها لهم والاطمئنان على حفظهم لها ، وأتمنى أن يكون الفهم والاستيعاب هو الأساس ولكن العلامة تفرض نفسها ولهذا لانفكر إلا بالعلامة
ياسر لا يختلف عن غيره من الآباء لكنه أضاف شيئاً مهماً وهو أن الواسطة تلعب دورها في هذا المجال فهناك بعض المدرسين يجاملون بعضهم البعض في منح علامات عالية في الشفهي ودرجة الأعمال لأبناء زملائهم والعملية تبادلية وهذا الأمر يؤثر على الترتيب والعلامات ..
ولأن علامة بعض المواد لا تخضع لضوابط دقيقة كالرياضة والرسم والتي غالباً ما تكون هي الفيصل في الترتيب فإن كلاماً كبيراً يقال بحق مدرسي هاتين المادتين ...
لا تعطى حسب المزاج
علي مدرس تربية رياضة قال في هذا الخصوص :من حقي كمدرس تربية رياضة أن أعطي هذه المادة حقها وألا تكون علامتها «هدية» تعطى حسب المزاج ، وقد وضعت أسساً واضحة لوضع العلامة تتعلق بالالتزام باللباس الرياضي وبالقدرات البدنية للطالب ومعلوماته الرياضية ومشاركته بالأنشطة الرياضية ولكنني عانيت خلال سنوات كثيرة مضت من شكوى الأهالي ومن ضغوط زملائي المدرسين بشأن أبنائهم المتفوقين فأضطر بعض الأحيان لمنح جميع المتفوقين في الصف الواحد علامة واحدة حتى لا تكون علامة الرياضة هي سبب توزيع المراكز مع اعترافي بأن في هذه المسألة ظلماً للبعض ...
مدرسة مادة رسم تمنت عدم ذكر اسمها قالت : ليس مطلوباً من كل طالب أن يكون فناناً ومع هذا لا أستطيع أن أمنح العلامة الكاملة لطالب لا يجيد الرسم مهما كان متفوقاً في بقية المواد ، وبصراحة أعاني كثيراً من هذه المسألة ...
أولئك الواثقون من قدرات أبنائهم يعلنون بشيء من التحدي : التاسع والبكلوريا ليس فيهما لا رسم ولا رياضة ولا موسيقا وفي الامتحان الرسمي لهذين الصفين يظهر المرج بعد أن يكون قد ذاب الثلج !
كلنا نفرح عندما يحصل أبناؤنا على علامات مرتفعة في امتحانات منتصف المشوار وربما أكثر من فرحنا بعلامات الفصل الثاني ، والسبب أن علامات الفصل الأول الجيدة تعطي صاحبها جرعة معنوية ممتازة بين زملائه في النصف الثاني من العام الدراسي ،أما علامات الفصل الثاني فلا يدري بها إلا القليلون ولهذا نتمنى أن ينال كل طالب ما يستحقه دون أي عوامل مساعدة أخرى ليفرح أبناؤنا في حصادهم هذا الفصل ...