تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عرائس التراث

كتب
الأربعاء 6-1-2010
ابتداء من زينة موكب الحج الشامي تأخذ أديبتنا الكبيرة ناديا الغزي في رحلة معرفية ذكية ومتقنة ومشغولة بصبر وأناة وحرفية عالية، حيث نتعرف على زينة العروس في القرن التاسع عشر في بلاد الشام ومختلف اللباس الشرقي الذي يخص الرجل أو المرأة،

فثمة فصل عن العمامة وأغطية الرأس في حضارات الشرق المتوسط والأقصى عمامة نقيب الأشراف في دمشق حتى أواسط القرن العشرين، عمامة قاضي دمشق، عمائم رجال الموسو في الصين، ورجال الأفغان الجبليون، وعمائم سلاطين الدولة العثمانية، الطربوش العثماني الطربوش والقلنسوة المغربية، عمائم الشرق الإسلامي، قبعات الفينيقيين، القبعات في حضارات بلاد الشام ومابين النهرين، وشاح كاهنات تدمر، البرقع، الخمار، طاسات الذهب على رؤوس أميرات لبنان، ونقرأ فصلاً عن الخواتم (خواتم الزواج في شبه الجزيرة العربية قبل 1500 عام وفصل عن التيجان (تاج إيبلا، تيجان التدمريين، التاج في أفاميا، تاج الامبراطور الروماني فيليب العربي، تاج كسرى أنوشروان ، تاج الملك بهرام غور، تاج رضابة ابنة الملك مهراب، تاج تيودورا امبراطورة القسطنطينية).‏

تيجان الراقصات في كمبوديا، وفصل آخر عن الريش والأمشاط، المشط الفرعوني والمشط في أور.‏

تخبرنا ناديا الغزي بأسلوبها الأدبي معلومة تاريخية:‏

(ذكرناهن، تسع نساء متمددات بهياكلهن العظمية داخل المدفن الملكي.. كن جميلات ... وفي عمر الزهور متن مع الملك كل من كان من حاشية الملك السومري كان يموت معه، ابتداء من زوجته وصولاً إلى خيوله، وليس من حقنا أن نناقش العقائد القديمة لكن بإمكاننا أن نتصور ماتبقى بالفعل مع الهياكل العظمية لهؤلاء النسوة، الحلي، الذهب، أكاليل اللازورد ،العقيق، مشابك الشعر، مع كل هذا كنّ قد تزينّ للموكب الجنائزي ووضعنّ الأمشاط في مؤخرة رؤوسهن).‏

ونعلم أن نساء الفراعنة استعملن الشال فوق الكتفين، كذلك نساء البشتون الجبليات.‏

في بحث العصا تسوق لنا الكاتبات التاريخ مصاغاً بلغة سهلة وابتداء من عصا الراعي نذهب في جولة تاريخية أجمل صولجانات الشرق الهندي المغولي.‏

والعصا البابلية والعصا في الشاهنامة وحتى المظلة تغدو بحد ذاتها لغزاً تطلعنا الكاتبة على حله.‏

ونعرف أن المظلة كانت رمز الدولة العبيدية.‏

مظلة ملوك اليمن الحميريين ومظلة أباطرة المغول، والزنار وحكاياته (حزام التنك البابلي) وعن خمار وزنار متيم الهاشمية.‏

وتفتح الفصل المتعلق بالسوار بقصيدة للشاعر الهندي (بهار تريهاي) ونقرأ عن السوار الذهبي السوري القديم الجد العتيق للسوار التراثي المعروف بالمبرومة.‏

وعن الزنانير والخلاخيل في الهند كانت بداية استعمال الخلخال في بلاد الهند،وكانت الراقصات الهنديات يضعن في أثناء أدائهن المقدس في المعابد القديمة الخلاخيل في أقدامهن، ليصدر الرنين المتعاظم المدروس في الخطوات المنسقة الرشيقة للراقصات، فهل كان الخلخال في البداية أداة موسيقية ليتحول فيما بعد أداة إعلان عن الوجود ثم أداة زينة، تتغير الأحداث عند الشعوب، والراقصة بخلاخيلها وأساورها وتاجها المزين بالأجراس تصدر تلك الأصوات الناعمة والراغبة في الحضارة الشرقية، انتقلت الخلاخيل عبر التيارات التجارية إلى شبه الجزيرة العربية واستعملها العرب للنساء، ولأفراسهم، فالفرس والمرأة عند العرب صنوان في الحب، وخلاخيل الفرس توضع حول رقبتها وفوق جبينها وأحياناً توضع حول قوائمها في حلقات الرقص، ومزيد من العجائب نطلع عليها حول التمائم والقلائد العجيبة، ثمة نص لتميمة قديمة: أيها الانسان حرك فكك، اقرض بأنيابك اللحم والفاكهة، فعليك أن تعيش وامشِ بقدمك الثابتة على الأرض لتجد بيتاً واستقراراً ورزقاً، واعمل بيديك عملاً منتجاً شريفاً ولتحرسك الخنفساء المقدسة ولربما تحذرك ذبابة المستنقعات من النذالة، ثم اربط كل أحلامك بخيط من ليف القنب المجدول وادخل تميمتك في زوبعة الأيام.‏

وكيف كانت المرأة ترى جمالها، كيف كانت تتمرّى وتفاصيل المرآة الكبيرة المطعمة بالصدف الرهاج في دار آل هاشم في دمشق، ومرآة الإسكندرية ومرآة كنيسة قيسارية، وعن الكحل والأصبغة والحناء والخضاب، صباغ العصفر، كيف تستخرجين صباغ العصفر في بيتك (زهر العصفر صغير، منمنم فهل تريدين استخراج صباغك الأحمر منه أيتها الشرقية لن ندلك فأنت تعرفين والعصفر تسحقين، لقد رأيناك تضعينه في مشاقة رقيقة من الشاش ( الكتان الناعم) ثم تربطين فم مشاقتك الكتانية كي لا تتكلم كي تكتم سر العشق ذا اللون الأحمر ورأيناك.‏

والفصل الأخير عن الزيوت والدهون في شبه الجزيرة العربية و بلاد الشام التحويل إلى زيت ودهن الصمغ في شبه الجزيرة العربية.‏

الكتاب صادر عن دار الفكر في 352 صفحة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية