الأمر الذي أدى إلى تقديم خدمة أفضل للأعمال التلفزيونية والسينمائية فما من مخرج لا يستخدم في أعماله الكثير من العناصر الفنية الحديثة بهدف تحقيق جمالية اكبر للصورة أو تأثير درامي معين أو شرح موقف معين شريطة أن تكون هذه الفنون ضرورية وتخدم الغرض وتعطي بعداً درامياً ، وخير من يحقق ذلك وبصورة مقنعة (الغرافيك) والمقصود به جميع المواد والخدع البصرية التي تضاف إلى العمل والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل التلفزيوني والسينمائي فكثيراً ما يتساءل المشاهد عن كيفية حدوث انفجار كبير أو معركة ضخمة أو إيجاد أمكنة لم يعد لها وجود وغير ذلك من الخدع البصرية التي تضفي جواً من الواقعية .
كما أن للغرافيك دوراً هاماً في التخفيف من عبء النفقات المادية على شركات الإنتاج لا سيما في الأعمال التي تحتاج إلى تصميم معين للأمكنة التي تنتمي إلى فترة زمنية بعيدة أو الأعمال التي تحتاج إلى خيول وفرسان أو التي تحتوي على معارك فيها (دبابات وطائرات ..) إضافة إلى خلق الجو العام للمعركة الذي يعتمد بشكل رئيسي على الانفجاريات والحرائق والأشلاء المتطايرة في كل مكان .
ولا يكفي لتقديم غرافيك جيد وجود أجهزة وتقنيات حديثة وإنما إلى رؤية إخراجية فنية ذات مستوى عال من قبل المخرج صاحب القرار إضافة إلى حرفية الفنان الذي يعمل في هذا المجال .. ولمصمم الغرافيك أمير نعمو رأيه في هذا الموضوع حيث قال : إن الغرافيك يختصر مسافات كبيرة كما يوفر على شركات الإنتاج تكاليف كبيرة وبهذه الحالة يتم توفير شيء على حساب شيء آخر كما أن هناك أنواع من الخدع البصرية المستخدمة بكثرة في الأعمال التاريخية هي التكرارات في الجيوش حيث يكون لدينا ما بين أربعين إلى خمسين شخص من الكومبارس ونشاهدهم على الشاشة بالآلاف والأمر الجديد الذي دخل على هذا النوع من الأعمال هو الكاميرا المتحركة للتكرار فبدل من رؤية الشخص نفسه في عدة أماكن نقوم بصنع شخصيات ثلاثية الأبعاد يلبسون نفس ملابس الكومبارس ويقومون بنفس الحركات والكاميرا تحرك كما يريد المخرج .
أما بالنسبة للأعمال الاجتماعية فلا يستخدم الغرافيك فيها بكثرة ويكون تدخله باتجاه التغير المناخي والبناء الحديث .. فهي أمور لا يمكن التحكم فيها إلا عن طريق الغرافيك كما يمكن التلاعب بالألوان أو تحريك نظرة العين وتصحيح بعض العيوب في وجه الممثل أو بعض الأخطاء الفنية . ولحرفية مصمم الغرافيك دور هام فهناك بعض المشاهد التي يشكل الغرافيك جزءاً كبيراً منها وتظهر بوضوح بأنها خدعة بصرية ولا تعطي مصداقية للمشهد وهنا تظهر حرفية من يعمل في هذا المجال وأصبحت اغلب شركات الإنتاج الآن تعمل لإيجاد قسم غرافيك لديها لكن هذا الشيء من المستحيل تحقيقه لأن المشكلة ليست بالجهاز وإنما بالفنان الذي يعمل فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف متخصصين بهذا المجال .