فهذه الطواحين الأثرية كما ذكر سكان القرية كانت تقوم بطحن الحبوب لأهالي حوران وجبل العرب وشمال الأردن في الوقت الذي لم تكن فيه هناك طواحين تعمل على الديزل أو الكهرباء وبقي بعض تلك الطواحين يعمل حتى الخمسينيات من القرن الماضي وبعد ظهور الطواحين الحديثة توقف العمل بها وأهملت.
وفي دراسة أجراها المهندس عدنان الرفاعي حول تلك الطواحين المائية ذكر أن الميزة الفريدة لوادي تل شهاب والتي جعلت منه منطقة هامة لاستثمار الطواحين المائية قديماً هي أنه انهدامي يبدأ من حفرة انهدامية تقع شرق القرية وهو جزء من الانهدام (السوري- الافريقي) لذلك كانت المياه المتساقطة من الشلالات تهبط بقوة وغزارة على أحجار الطواحين التي تدور وتطحن الحبوب.
وأشار المهندس الرفاعي في دراسته إلى أن مياه الشلالات كانت تأتي من مجموعة ينابيع متعددة الغزارات كنبع مزيريب والفوار وقد خفت غزارتها الآن بشكل كبير ولا تجري إلا في الشتاء والربيع. مؤكداً أن كثافة تواجد الطواحين في وادي تل شهاب وبمسافة تقارب الـ /1000/ متر مربع دليل على غنى المنطقة سابقاً بالمياه الغزيرة حيث تقع المنطقة على الخط المطري /275-310/مم سنوياً .
المؤرخ (شومخر) وأثناء زيارته للمنطقة عام 1880م ذكر أنه كان يوجد في وادي تل شهاب أكثر من 35 طاحونة مائية وقد تهدم الكثير منها ولم يبق سوى ثمانٍ فقط حتى الآن.
ونحن أمام هذا الإرث الحضاري الهام الذي يتعرض كل يوم للتخريب لابد من التأكيد على أهمية ترميم هذه الطواحين والحفاظ عليها.