ولم يستطيعوا رؤية القضية الأساسية للنضال العربي «فلسطين المحتلة»، فلا قدس تعنيهم ولا أقصى يناديهم، وحدها سورية تشغلهم لأنها مع درع المقاومة، إنه لزمن الانحطاط والسقوط العربي والاستسلام للوصايات الغربية.
مؤتمرات اسمية.. وقصور على الرمال.. بناها في اسطنبول مجموعة من الملتئمين التابعين، استمراراً لتآمرهم على سورية وشعبها الذي كشفهم وعرّاهم على حقيقتهم وكشف حقيقة شعاراتهم الزائفة والمستوردة من الغرب، وهم الذين لا يملكون الحرية ليقولوا للغرب كلمة «لا» في وجهه، ولا قيم الحرية ومفاهيمها ليقدموها لشعوبهم قبل أن يفرضوها على الآخرين.
الولايات المتحدة والدول الغربية، تحاول إخفاء الهزيمة عبر التلطي خلف مهمة كوفي أنان، في حين يشهد ثالوث الشر والتآمر على سورية والعرب، والمتمثل بمملكة آل سعود وإمارة حمد وذاك الساعي لنيل لقب السلطان العثماني الجديد التائه أردوغان، تفسخاً وتخبطاً وحصاداً سيئاً لنتائج أفعالهم حيث باتوا يبحثون عن سبيل للتملص من الهزيمة.
إن موافقة القيادة السورية على خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان أربكت كل قوى التآمر على سورية من قوى عربية وأجنبية ومعارضة، وأصبح بالإمكان الآن النظر إلى الأعمال الإرهابية التي تمارس في سورية من بقايا المتآمرين على أساس أنها إفلاس وحركات تشويش وإقلاق وإزعاج لن تغير شيئاً في اتجاه المسيرة السلمية التي رسمت خطوطها، ويُبحث الآن عن آلية التطبيق والإرساء بالشكل المناسب لموازين القوى ولنتائج المواجهة الميدانية التي انتهت لتصب في مصلحة سورية ومحور المقاومة والممانعة.
لقد وصل العالم الى القناعة بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد لما تشهده سورية بعدما فشلوا وعبر إرهابهم ودمارهم بالنيل منها وإركاعها، ما يعني أن هذا الأمر انتهى وتجاوز كل الحدود، والمطلوب اليوم الحوار بين القيادة والمعارضة الوطنية، والقيادة السورية كانت جاهزة لهذا الأمر منذ البداية، وأياً كانت نياتكم في اسطنبول فقد أحسنتم اختيار اليوم لاجتماعكم هذا «الأول من نيسان»..
السوريون – يعرفون كما غيرهم- ماذا يعني الأول من نيسان، فأنتم ومؤتمراتكم وصداقتكم التي تدعون كذبة كبيرة سمجة.
daryoussi@hotmail.com