تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نحب السماء

ملحق ثقافي
3/4/2012
مسرحية: زياد كرباج :أطفال ـ بنات، كلٌّ منهن لا تتجاوز عقْداً ونيّف: ـ سميحة.ـ راما.ـ غنى. لبنى.

ـ الخشبة خاليةٌُ. إلاّ من بعضٍ من أوراقٍ صفراءَ وأوراقٍ لا‏

يزال فيها خضرةٌ. إلى جانب شجيْرةٍٍ، اثنتيْن، توحيان بجوٍّ من الخريف أيضاً. أو ما إلى ذلك على أن تظل متسِمةً بالفراغ.‏

الحركة الأولى‏

سميحة تخرج إلى الخشبة بحركة طائر تبحث.‏

ـ أصدقائي... أين أنتم؟‏

ـ أصدقائي...؟‏

أين أنتم؟‏

لبنى، غنى، كلٌّ منهما، بحركة طائرٍ، تخرج من جهةٍ:‏

لبنى:‏

ـ وزّعتهم الريح‏

غنى: ـ الريح تهب.‏

سميحة: «تستدرك» ويأتي البرد معها.‏

المجموعة: «محلّقين، دون البحث عن طعام»....‏

ـ ألسنا نحن طيوراً؟‏

•‏

في هذه الأثناء تخرج راما راقصةً، مائلةً إلى حركة الطير قليلاً.. يلتفتون حولها لالتقاط الحَبْ. فيما هم في ذلك..‏

لبنى: حياتٌ «كأنها تراها»‏

غنى: نبحث عنها‏

لبنى: هيّا...‏

غنى: برد!‏

سميحة: هل يطردنا؟‏

المجموعة: فقط.. البرد! البرد!‏

سميحة: «تنتبه إلى راما، إذ حركتها»‏

ـ عمّ تبحثين!؟‏

راما: أما رأيتم!؟‏

المجموعة: ماذا!؟‏

لبنى: غير الأوراق؟ ماذا يوجد؟‏

راما: ـ أعواد..‏

يبدو أنها رأتها فيما كانت ترقص خاصّةً عند حواف المسرح.‏

سميحة: من الشجر!؟‏

راما: أعوادٌ ليس لها رائحةٌ.. ليس لها رائحة الأغصان. «يُفضّل أن تُلقي بكلامها في أثناء حركتها»، حتّى الأوراق بعد أن تسقط، تَنْفر منها.‏

غنى: تنفر، تنفر منها!؟‏

راما: نعم! من الأعواد.‏

الحركة الثانية‏

سميحة: «إلى راما»، صديقتي الطائرة.. أعواد!؟‏

غنى: من الشجر، تسقط أوراقٌ.‏

سميحة: غصنٌ، يسقط آخر. تسقط أغصانٌ.‏

لبنى: في الخريف، «توافق صديقتها»، نحن في آخرِهِ.‏

راما: الطبيعة يا أصدقاء، ألا تعرفونها!؟‏

غنى: إذاً من أين أتيْت لنا..‏

سميحة: بهذه الأعواد!؟‏

لبنى: أغصانٌ، بعضٌ منها، تأتي عليها شمسُ ريمٌ، بعضٌ منه «نعم» يسقط.‏

غنى: في هذه الأيّام يأتينا...‏

راما: سميحة: «في هدوءٍ»، فقط!‏

المجموعة: «تصرخ»، فقط البرد! فقط!‏

راما: «تنسل من بينهم، تذهب لتتأكّد من الأمر»‏

سميحة: لبنى: مكانهما، في حركة طيرٍ»‏

غنى: «تعود فتشكّل جلسةً شبه دائرية، باحثين في شؤون تلك الأعواد»‏

ـ اسمعوا...‏

سميحة: اسمعوا يا طيور!‏

•‏

«يوسّعون الحلْقة وكأنّها تشمل طيوراً».‏

راما: ما رأيكم؟‏

المجموعة: ماذا تريدين؟‏

راما: أن ترَوْا بأنفسكم.‏

المجموعة: أن نرى..!؟‏

راما: نعم..‏

لبنى: أنسيتِ أنّّّكِ، أنسيتِ..‏

المجموعة: الطيور... ترى صحيحاً.‏

غنى: تعالوا.. نلتقط الوقت.‏

•‏

ـ تشكيلٌ حركي جديد استعداداً للجلسة. كلٌّ منهنّ تجلس فتقول: نقاش «رمزٌ لبدء النقاش»‏

ـ واحدةٌ: لا «بمعنى الاعتراض»‏

ـ إحداهن تجلس فقط، بدون أن تقول، نقاش.‏

ـ الاعتراض أقوى لأنهنّ يعرفهن تميل إلى التسلطّ.‏

ـ غنى تظل في مكانها، تدير النقاش تحاول أن تبكي‏

ـ الآخرون يحسّّون بها، يأتون إليها بحركةٍ خفيفةٍ‏

لبنى: أنتِ «إلى غنى»..‏

سميحة: «إليها أيضاً» مِمنّّ يكسون أجسامهم..‏

راما: بأجنحةٍ جميلة. «يتابعْن حركتهنّ طيراناً، طالبين منها التكلّم».‏

•‏

الحركة الثالثة‏

لبنى: «إلى سميحة»، نقاش!؟ كم مرّة تريدين رأس الجلسة!؟‏

سميحة: أنا!؟ فقط أنا!؟‏

•‏

ـ غنى لا تزال على حالها، لكنهّا تزداد في دهشتها وفي تخوّفها تناسباً مع اطّراد رغبتها في إبدائها بالكلام.‏

•‏

راما: «تتدخل»، اسمعوا..‏

لبنى سميحة: «إلى راما»، وأنت أيضاً. وكم مرّّة..‏

راما: أنا!؟ «تصمت قليلاً»، نعم.... «كأنّّها تُقرّ وتسأل»، لماذا نحن «إلى الجميع»، هكذا؟‏

غنى: «تنفرد تماماً».. أصدقائي..‏

المجموعة: «تحيط بها بتحليقٍ قليلٍ»، تفضّلي!‏

غنى: كما تعرفون.. مثلكم أحبّ لأن أغرّد. هكذا نحن الطيور جميعاً. «الكلُّ يصغي»..‏

الكائنات الباقية، ربما لا تعرف، أن تغريدنا فيه أيضاً شكوى. فيه، أخذٌ ردٌ، صراخٌ فيه أيضاً بكاءٌ.‏

المجموعة: «في حيْرةٍ»‏

راما: الآن..‏

لبنى: ما شأن التغريد!؟‏

سميحة: ومن يقول لكِ..‏

راما: لبنى: «تقومان بصوت التغريد»، ألاّ..‏

سميحة: ألاّّ تغردّي!؟‏

غنى: أرأيتم!؟ من يسمعني!؟‏

المجموعة: «مع حركة الطيران»، كلّّنا....‏

غنى: «بصوتٍ عالٍ»، لا....‏

•‏

غنى: «إلى كلّ واحدةٍ، سواءٌ أكانت من المجموعة أم ممن تكون متخيَّّلة»، كم مرّةً..؟ نقاش؟ نقاش!؟ «ثم بحركةِ أقوى»، هناك «إلى جهةٍ ثانيةٍ»، هناك.. «إلى ثالثةٍ»، هناك من يمنع..!؟ «إلى الأمام»، يا بشر هل رأيتم طائراً، يُمنع من أن يغرَّّد!؟‏

مثلَ ذلك.. أيعْرِف، أيعرف البشر!؟‏

•‏

الحركة الرابعة‏

ـ من خلال التشكيل السابق نفسه..‏

راما: «إلى غنى»، كأنّكِ تعرفين شيئاً؟‏

سميحة: «وجهها إلى أمامِ»، وتسألين، مَنْ!؟‏

لبنى: كأنّهم «تعرف ما يدور في ذهنهما»، لا يلاحقوننا! مرّة صيداً..‏

سميحة: مرّةَ يا إلهي! مرّةً خنقاً!‏

غنى: كلامكم.. يشبه تغريدَكم.‏

لبنى: نحن، نحن الطيور.. كلامنا، ماذا يختلف. عن التغريد؟ ماذا يختلف؟‏

راما: «تأتي إلى غنى»، اسمعي! «تداعبها قليلاً» ستقولين شيئاً..‏

غنى: «إلى راما»، شيئاً!؟ ألم تَرَيْ أعواداً!؟‏

لبنى: منظرٌ! ألا نعرفه!؟‏

راما: «إلى المجموعة»، كلما ترى غريباً، تقولون «إلى لبنى» ألا نعرفه!؟‏

سميحة: «تحاول أن تهدئ من الروع»، الطبيعةُ.. أهي لنا، وحدنا!؟‏

•‏

ـ راما تأخذهم إلى أمام الكواليس، يقومون ببحثٍ للتأكّد من ذلك الغريب، تساعدهم في ذلك عناصرُ فنيّة من العرض كالموسيقا والإضاءة.‏

•‏

ـ سميحة تخرق البحث، تأتي إلى أمامٍ. تعْبر مَنْ أمامها طيوراً. تبدأ بالتساؤل معهم. فيما هم لا يزالون يتأكّدون.‏

•‏

سميحة: إننا نرى مثل أشكالها. أصدقاءَنا، «تؤشّر إلى غير جهةٍ»، أيّها الطيور.. ما رأيكم؟ «تصمت»، عرفناها.. إنهّا..‏

•‏

الحركة الخامسة‏

ـ تقُاطع بمجيء المجموعة نحوها. ترْتدّ نحوهم إلى الخلف. يصبحون معاً دائرة في منتصف المسرح. يفُضَّّل أن يكونوا حول سميحة. عندما تصبح الواحدة في المنتصف، تُلقي ما تعْتقده...في خوفٍ وشبه سرِّيَّةٍ.‏

غنى: كلُّ منها، أعواداً يحوي.‏

لبنى: خيوطٌ.... فيما بينها.‏

راما: خيوطٌ...!؟ قولي، كما يسموّنها البشر، أسلاكاً.‏

سميحة: بسلكٍ، يُرْبط كل سلكٍ.‏

ـ «حركة خارج الكواليس»‏

لبنى: أتسمعون..!؟‏

المجموعة: «على نحوٍ غير مرتّب، تكرّر أصواتاً يسمعونها، مثْلَ ضجيجٍ، وعيدٍ وما إلى ذلك.. ثم تُفْصح خاصّةً إلى راما».‏

أعوادٌ!؟ أعوادٌ!؟‏

•‏

راما: «يتشكل عندها ردُّ فعلٍ فتشقّ الدائرة منتقِلةً نحو الخلف. وجهها إلى إمامِ» إذاً ما هي؟ ماذا تكون!؟‏

لبنى: من البشر.. كائنات ٌ من البشر..‏

سميحة: يحسبون أنهّم يضحكون علينا!‏

لبنى: بزُخرفها، بتلوينها..‏

راما: بـ.. يضعون فيها ماءً ملوَّثةً.‏

غنى: أطعمةً!! أتعرفون «إلى المجموعة» لماذا يجيئون!؟‏

لبنى: «يحدث تغييرٌ في الجو».. الآن..‏

غنى: البرد..!‏

سميحة: الريح..!‏

المجموعة: «تعود إلى ما كانت تناقش فيه..» لماذا..!؟ «معاً أو بتداخل» يحبسوننا فيها.‏

•‏

ـ ذلك يدفعهم أيضاً، إلى الكواليس، إلى أمامها.. ليقوموا بفاضلٍ من نشاطٍ قلقٍ فيه مراقبةٌ، تأكّدُ. ثم يعودون إلى أرجاء الساحة، موزَّعين بين خوفهم وبدء حماسهم المنطلقِ شيئاً فشيئاً... إلى أن يطيروا فيما هم يطلقون:‏

ـ السماء‏

ـ السماء‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية