يُحيونَ في قلوبِنا ما لا يَعيش
يُرهبونَنا بما لا نخشاه
يُسكتونَنا فيَضجُّ الكونُ بأصواتِنا
يمحونَنا بما لا يُزيلنا
يُعرقلونَنا بما لا يُوقِفنا
يُمسِكونَ عنّا الحياة
فنُغرقهم بموتٍ اختاروهُ جَحيماً
ونعلو بموتٍ حقٍ أرادهُ لنا الرَّبُ نَعيماً
وبتربةِ أرضٍ.. بضحكاتِ قلوبنا تخضرُّ
بسماءٍ بلونِ عيونِنا تَصفو
بكونٍ يَغرق في قلوبِنا
وفي اتساعٍ لا يحدَّه سوادهم
بمطرٍ ينهمرُ أناشيدَ أعيادِنا المُقبلة
بقُبْلَةٍ مِنْ أمٍ زَفَّتْ ابنها بزغرودةِ الشَّهادة
بجمالٍ يَزهقُ روحَ قُبحِهم ومِدادهم الكافر
بلحاهم الشيطانية المقيتة
......
أيها الفاجرونَ العابثونَ بأمنِنا
غَضَبُ أمّنا سيَمحقُ وجودَكُم
ها أنتم تلوّنون وجهَها بألوانِ قُبْحِكُم
وغداً.. سيكونُ البياضُ لوناً كونيَّاً طاغياً
حينَ يكونُ الصوتُ حِكْراً لوطني بحياةٍ جميلةٍ.. بنشيدْ
حينَ يكونُ الموتُ سَطراً يقعُ على أعناقِكُم كحرّ الحَديدْ
حينَ تكونُ الدَّمعةُ لفرحِ القلوبِ الناظِرة لألوانِ العيدْ
فالوطنُ لنا..
وأنتم مُقيَّدونَ بقُبحِ نهايتِكُم وبألفِ قَيدٍ وقَيد
«أخضر»
حبيبتي..
إنه موسمٌ جديدٌ وغنيّ لِجَني الأرواحِ المنكّهةِ بالوطن
فلا تَستغربي إنْ أطلقتْ روحي شراعَها
وحَملتْ دَمعتكِ ومِنْ قَلبكِ تَزوَّدتُ بالشجن
سَتَرينَ روحي مَطراً يَنهمرُ بفرح
رذاذُ دمعَكِ يُخَضّرُ الأرضَ
وروحي تَستقبلُها الملائكة في جَنَّاتِ عَدن
لا تقلقي.. لا تحزني.. إنه الوطن
يُولدُ مِنْ جَديد ليكونَ سَيّدَ الزَّمن
«أحمر»
أُمسِكُ التُّرابَ بيَديّ
حفنةٌ مِنْ دَمِ شَهيد
يَصْنَعُ بقداستِهِ عَلمَ الوطن
بألوانٍ مِنْ شَمسٍ وياسمين
رايةٌ خفَّاقَةٌ قَلبُ الشَّهيد
تَتلو بخشوعٍ رُوحاً بنشيد
فيصّاعَدُ المِسْكُ غَيماً ومَطَر
يَنثرُ ما تَسامَقَ مَعَ زيتونٍ وعِنَب
هيَ الرُّوحُ يا وَطني
تَكتبُ سِفْرَ النَّصرْ
بمعراجِها والعَصرْ
يَمامةُ القَلبِ حَدّثَتِ الدَّمعَ فَبَكى
وطارتْ إذْ رَمى
طَوقُ نجاةٍ للوطن
آنَ اتَّفقَ التُّرابُ مَعَ دَمِ الشَّهيد
.....
أطِلْ النَّظَرَ يا صَديق
فيما يَقي الوطن مِنْ حَماقةِ العَطاشى
إلى لونِ الدَّمِ فابتكروا المِحَن
بلونِ الدَّمِ على شِغافِ الياسمين
ترسمُ الكبرياءَ علامةً فارقة
لوطنٍ يُولَدُ مِنْ جَديد
«قاموس جراح»
في موتي..
وَجَعي أمي وليسَ دَمي
في موتي..
صَرخةُ كَونٍ تُختَصَرُ..
تُعْتَقَلُ.. تُذابُ ويُجهِضُها
تُرابٌ في فَمي
لماذا قَسوْتَ أيُّها التُّراب؟!
جَسَدي مُسجىً على نَعْشِكْ
ورَمادُ القَهْرِ يُحيي الضَّباب
على عُنُقي باسمِ الدّينِ صَرَخوا:
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
أنَعجةٌ أنا؟! أُضحيةُ العيدِ أنا؟!
أمْ قُربان اللاتِ والعِزّة
عندَ الصَّارخينَ والهاتفين:
أريقوا دَمَهْ
دَمي مُستَبَاحٌ..
وأوصالي تُقْطَعُ بالمدِية
وأنا قَاموسُ جِراح..
تُرمى أشلائي إلى صبية
أشفقُ على أمي..
ففي موتي..
وجعي أمي وليس دمي
أُولَدُ مِنْ رَحمِ الموت..
أموتُ وليسَ ثَمَّةَ وَجهُ حياة
تَنشقُّ الأرض وترَتعدُ..
وأنا بلا رأسٍ.. بلا وطنٍ.. بلا أحلام
وطني..!! آهٍ يا وطني
من أهدرَ دمكَ.. من أهدرني؟!
من عتَّقَ خارطةَ الكُفرِ ببصماتِ دمي
مَنْ بَعثرني.. من أسكتني..
أسألُ سكّين القاتِل
فتَردُّ بلا استحياءْ
إنكَ بحياتِكَ جاهل..
وكِفرتَ بجلجلة الأسماءْ
في لحظِ الموتِ أرى أمي
مَطَراً وبكاءً وعَويل
يُهرَقُ مِنْ فَورةِ أحزاني
يَنتحبُ مَجبولاً بصهيل
والشَّهْدُ يُراقُ كأغنيةً
تَنْشَقُّ على مَوتٍ أحمقْ
تَتشهّدُ.. تنكسبُ.. تغرقْ
في تُربةِ وَطني المجروح
فتُؤلّفني زنبقةً تَحلم
أنْ تُزْهِرَ في صَدرِ أمي
يَقيْناً مَمزوجاً بثبور
أتمادى بشعري وجهادي
والأملُ.. طريقُ عبور
والآتي.. يغنّي لبلادي
أنا عصفورٌ.. أنا عصفور
جئتُ لأنادي أحفادي:
الوطنُ نور..
والأمُ نور..
والنصرُ قريب
«نصفان»
استفقْ قبلَ أنْ يَدلَهِمَّ دَمُكَ في العروق
وعُدْ إنساناً قبلَ أنْ يُحيلَكَ الحيوانُ داخلك
إلى شطرين مِنْ جَسَد
نصفُهُ أعمى
والنصفُ الآخر.. مجنون
«قمر»
خاطبتُ العقلَ فيك
فثارتِ الريحُ وقالتْ: هَباءْ
حَاورتُ القلبَ لديك
فهاجَتِ العاصِفةُ وقالتْ: سَواءْ
نَاديتُ الأنا فيك
فبكى القَمرُ وأودَعَ دَمْعَهُ في قلبي.. خَفاءْ