تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الرواية وملحقاتها

ملحق ثقافي
3/4/2012
غازي حسين العلي

تتقدم الرواية باضطراد على ما سواها من الفنون الأدبية, ويعود ذلك لأسباب عدة, يأتي في مقدمتها الاحتضان الملحوظ الذي أولته لها المؤسسات

الثقافية العربية, والتي كانت قد عكست بدورها ارتدادات ثقافية عالمية, كان للرواية فيها موقع خاص ومميز. من ذلك أيضاً, أن طيفاَ واسعاً من القصاصين والشعراء العرب اتجهوا نحو كتابة الرواية, فبرع بعضهم فيها إلى درجة تجاوزت تجاربهم أسماء كان لها وما يزال, باع طويل في كتابة النص الروائي.‏‏

نسخة جائزة «البوكر» العربية لعبت أيضاً دوراً مميزاً في دفع الرواية إلى الواجهة, ورغم مرور سنوات قليلة على انطلاقتها, فقد ساعدت على تثوير الكتابة الروائية, كان من نتائجها, دفع الكثير من الروائيين, المخضرمين والجدد, لأن تكون هذه الجائزة هدفاً مشروعاً لهم, إن لم نقل حلماً, وقد تطلب ذلك إنجاز أعمال روائية ساهمت هي أيضاً في تصدّر الرواية فيما عداها من فنون الكتابة.‏‏

..مع ذلك, فإن ما نلحظه من تعاطي السينما مع الرواية, هو ضئيل جداً لا يتعدى أفلاماً قليلة لم تستطع تشكيل ظاهرة يمكن الإشارة إليها, الأمر الذي لم يمْكّن هذه الروايات من أن تكون ذات طابع جماهيري تتعدى واقعها الورقي, وهو عكس ما عليه الحال في معظم ثقافات العالم, التي استقت قصص أفلامها من روايات وطنية كانت الأقدر على تحسس واقع المجتمع والدخول في تفاصيله والغور في مشاكله.‏‏

في سورية, وقد ذكرنا ذلك غير مرة, فإن المؤسسة العامة للسينما لم تولِ هذا الموضوع جهداً يذكر, الأمر الذي شجع معظم مخرجيها إلى كتابة نصوص أفلامهم تحت عنوان «سينما المؤلف» وكان بعضها ضيق الأفق, ويعبر عن حالات خاصة لا تعكس الواقع المجتمعي الحقيقي لسورية, وتكمن خلف هذا التصرف أسباب غاية في الخصوصية, نربأ بأنفسنا عن ذكرها والدخول في تفاصيلها.‏‏

وسينما المؤلف هذه, والتي كانت عنواناً لمحاضرة لي في مدينة طرطوس منذ سنوات, لعبت دوراً سلبياً في مسيرة السينما السورية, مع استثناءات قليلة, وكان الأجدر- في اعتقادي - بمخرجي المؤسسة العامة للسينما, الاعتماد على نصوص روائية منجزة, لكتاب سوريين مخضرمين, والحال نفسه مع الدراما التلفزيونية السورية التي لم تقدم هي الأخرى طوال رحلتها مع الشاشة الصغيرة, سوى بضعة روايات, حتى أن بعض ما قدم منها, لم يكن في الواقع سوى ملامسة لهذه النصوص, كما شكا غير روائي في غير عمل تلفزيوني.‏‏

ghazialali@yahoo.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية