تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كـــاوابـــاتـــــا..أحد وجوه تراث الأدب اليابـــــــــــــــــــاني

عن: اللوموند
ثقافة
الأربعاء 4-4-2012
ترجمة: سراب الأسمر

تعتبر كتابات ياسوناري كاواباتا الياباني (1899 1972) من الكتابات الأكثر ترجمة إلى اللغة الفرنسية والمقروءة. كتب كاواباتا الكثير من الأعمال /439/ قصة خيالية (روليات، قصص، نصوص للناشئة) بالإضافة إلى المحاولات الأدبية والحوليات.

إن حجم الإنتاج الفكري الذي قدمه هذا الكاتب يستحق النظر فيه وكذلك جائزة نوبل. مع ذلك، وضمن هذا السياق لم يكن نشر رواية بيسنليت (الهندباء البرية) باللغة الفرنسية من قبيل المصادفة إنما لكونها تشكل نصاً مميزاً من جميع الجوانب، فعدا عن أنها آخر رواية خطها الكاتب إلاّ أنها تعتبر آخر محاولة شاملة أيضاً.‏

اليوم وحسب تعليق المختصين يعتبر هذا النص من أهم وأبرز أعمال الكاتب، إذ إنها تندرج ضمن أهم رواياته كرواية: بلاد الثلج، تهديد الجبل والجميلات النائمات، هذا وقد تم نشر رواية (الهندباء البرية) على مراحل بين عامي 1964 1968 في الصحيفة الشهرية شينشو Shincho لكن بشكل متقطع ربما يعود السبب إلى صحة الكاتب غير المستقرة ثم تم إيقاف نشرها عام 1968 إثر حصول كاواباتا على جائزة نوبل. متأثراً بانتحار الكاتب ميشيما عام 1970، عاش آخر أربع سنوات بالأرق والحزن والمرض فلم يعد للكتابة ولم يكمل روايته. بعد وفاته عمل ابنه بالتبني كاوري كاوا باتا جامعي وبروفسور باللغة الروسية على إنجاز الرواية بالعودة إلى ملاحظات والده، و تميز هذا النص بغرابة الشكل وبطرقه للمواضيع الكلاسيكية.‏

والمقصود بذلك على سبيل المثال، يدور حوار بين رجل وامرأة عائدين من مشفى للأمراض النفسية لمدينة إيكوتا المحاطة بنبات الهندباء البرية، ويستمر الحديث ساعات. إينيكو المرأة تعاني من عمى جزئي وفي لحظة العناق لا ترى حبيبها فيطلب إليها أن تغلق جفنيها قليلاً لتتمكن من رؤيته. وهذا الشكل من الحوار المنهجي يعتبر مميزاً في أعمال كاواباتا الذي كتب العديد من السيناريوهات لأفلام لكنه لم يتطرق لكتابة المسرحيات. إن عدم إنجازه رواية الهندباء البرية جاء نتيجة الظروف التي مرّ بها، مع هذا نلاحظ في هذه الرواية تطرق لإبراز التناقض بين النور والظلمة، وتأثره بالبوذية الكلاسيكية من خلال استخدام التكرار الظاهري الروائي لمشهد مؤثر في مستشفى إيكوتا، وهو مشهد عجوز يعيد نسخ عبارة كاهن تقول: «من السهل الدخول إلى عالم بوذا، لكن من الصعب دخول عالم الشياطين»، كاوا باتا استخدم هذه العبارة أيضاً في حديثه عند استلامه جائزة نوبل.‏

يعتبر كاواباتا اليوم في اليابان كأحد وجوه التراث الأدبي على غرار تانيزاكي وميشيما. فرواية راقصة إيزو Izu تعتبر مرجعاً شعبياً لكثرة «الاقتباسات المتعددة لها للسينما»، اما رواية بلد الثلج فتعتبر مرجعاً مدرسياً، فيما تعطي الرواية الأخيرة (الهندباء البرية) انطباع العمل الترسيبي أكثر مما تعطي انطباع النضج، كما لو أن باقي العمل أنشأه الكاتب والظروف ضمن إطار راديكالي ناضج، غير عادي ومنطقي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية