وما يجري على الساحة السورية هذه الأيام وما قبلها يعيد إلى الأذهان المناسبة التي أطلقت فيها هذه الأمثال، حيث لنا في كل يوم عبرة، و«نبيل» العربي «الأمين» العام للجامعة «العربية»، جمع كل هذه الأمثال عبر مواقفه المعادية حيال الأحداث في سورية، وخالف مواثيق تلك المؤسسة ومبادئها كي يعرف في الوسط السياسي، بعد أن أخفق بأن يكون عربياً أصيلاً حريصاً على سيادة ووحدة أراضي الدول العربية التي أسست الجامعة من أجل الدفاع عن قضاياها، ولم يكن أميناً على تلك المواثيق، وإلا ماذا نفسر دعوة المذكور للتدخل العسكري الخارجي في شؤون سورية.
فدعوة «نبيل العربي» خلال مؤتمر أعداء سورية في اسطنبول لهذا التدخل فضلاً عن أنها تتناقض مع أهداف الحل السلمي للأزمة في سورية، تزيد الأوضاع تصعيداً وتوتراً وتضع المنطقة برمتها على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة، ولن ينجو أحد من حممه الملتهبة.
والغريب في الأمر أن تأتي الدعوة المشؤومة، في الوقت الذي تواصل فيه سورية الموافقة على مبادرات الحل لتجنيب البلاد المنزلقات الخطرة، والتأكيد للعالم أجمع أنها مع الحوار حتى النهاية، فيأتي عراّب الخليجيين والأتراك والأميركان والصهاينة لينسف كل هذه الجهود بلحظة طيش، ودون أدنى حساب للعواقب.
إذاً كيف يكون الشخص نبيلاً وعربياً وأميناً، ويكون خائناً في الوقت ذاته، لا بد أن ثمة خطأ بالمفاهيم والمفردات والأسماء.
فمن سار معنا على درب الإصلاح والديمقراطية الحقيقية وتقدم نحونا متراً واحداً، بالتأكيد مرحب به وسنبني على أساساته، سوف نسير نحوه أميالاً كثيرة.. ومن أصر على ضرب خدنا الأيسر، فلن نعطيه الأيمن وسيكون هو الخاسر الوحيد لأننا سنمسك تلك اليد جيداً، وإن أصرت على الغي والبغي .. كسرناها..