أن تأتي متأخراً ..
مشاكسات الأربعاء 4-4-2012 فؤاد مسعد مما لا شك فيه أن الإنتاج الدرامي هذا العام سيأتي أقل عدداً مما كان عليه في الأعوام السابقة ، ويبدو حتى الآن أن ذلك لن يؤثر على النوعية ، لا بل ربما يؤثر بشكل إيجابي ،
ولكن مما لا شك فيه أيضاً أن هناك سابقة تعيشها الدراما السورية للمرة الأولى منذ انتشارها وتكاثر عدد الأعمال المنتجة فيها ، وهي تأخر إطلاق صافرة البدء بتصوير الأعمال ، ما عدا مسلسلات قليلة آثر صانعوها تصويرها باكراً (وخيراً فعلوا) بينما كثيرون أعلنوا عن خططهم الإنتاجية وجلسوا ينتظرون إلى ما ستؤول إليه الأمور ، ومرت الأيام وأصبحنا في عام 2012 ولم يبدؤوا ودائماً حجتهم أن رمضان مازال بعيداً ويمكن اللحاق به (يفصلنا عنه أشهر عديدة وفي أي وقت بدأنا التصوير يمكننا اللحاق به)، نبهنا يومها قائلين، لا تستكينوا لأن الأيام تمضي بسرعة والعمل الذي يمكن تنفيذه بروية و(أريحية) مختلف تماماً عن ذلك الذي يبدأ صانعوه بالركض لاهثين للحاق بشهر رمضان ما يوقعهم في مطبات لطالما وقعوا بها تندرج تحت إطار (سلق العمل) بحجة الاسراع به ليكون جاهزاً لموعد العرض بأي ثمن وإن جاء ذلك على حساب الجودة وخيارات الممثلين وأماكن التصوير والتسويق .. وبالتالي التنازل عن شروط إبداعية وتسويقية .
هناك من آثر أن يؤجل ويؤجل حتى ازدحم المشهد ، ولكن يبقى القول : أن تبدأ اليوم خير من أن تؤجل إلى الغد ، فلا بد من تكريس حضور هام للعمل الدرامي السوري خاصة أمام ما يتعرض له من تحديات ، وبالفعل انطلقت في الآونة الأخيرة عمليات تصوير أكثر من مسلسل ، كما سينطلق تصوير أعمال أخرى في وقت قريب ، والأمل كله يبقى معقوداً على ما تحمله المسلسلات السورية من رؤى وأفكار على صعيدي المضمون والصورة لتبقى في صدارة ما يُقدم على الشاشات في الموسم الدرامي القادم .
fmassad@scs-net.org
|