واسم هذا الفيلم(الكيت كات) ولشدة براعته يركب موتوسيكل ويسير فيه وهو أعمى، ويبدو أنه أمضى مرحلة من الزمن مع العميان حتى إنه استطاع أن يقنع المشاهدين بأنه أعمى، ومع أنه لم يتخرج من معهد عالٍ للتمثيل، بل من معهد زراعي كمهندس، فإنه برع في التمثيل إلى درجة أنه تفوق على خريجي المعاهد العليا، ويقال إنه فاز على محمود ياسين وحسين فهمي اللذين تخرجا من معهد عالٍ للتمثيل بالنسبة للأول، ومن معهد هووليودي للتمثيل والإخراج بالنسبة للثاني.
يعتز محمود عبد العزيز بانتمائه إلى مدينة الاسكندرية ويعتبر دوره في المسلسل التلفزيوني المأخوذ من أوراق المخابرات المصرية والمسمى(رأفت الهجان) المسلسل التلفزيوني الذي بذل فيه جهداً مضاعفاً، فجاء كما يشتهي وتوج فيه نجماً تلفزيونياً لا يجارى، وقد بلغ الجهد الذي بذله لأدائه الدور المركب في هذا المسلسل السبب الرئيسي في إصابته بمرض القلب، ما استدعى أن يعمل عملية خاصة في باريس وكثير من الممثلين والمخرجين يصابون بعاهات قلبية لأنهم يبذلون جهداً كبيراً في أداء أدوارهم أو إخراجها.
على أن محمود عبد العزيز ليس ممثلاً درامياً بل هو ممثل كوميدي أيضاً، ولقد رأيته شخصياً على المسرح في القاهرة عندما كنت أزورها كل سنة، فلقد أضحكني بمسرحياته التي كان له فيها خط كوميدي، يؤهله لأن يكون واحداً من الكوميدين الكبار، ومع أنني لا أذكر أسماء مسرحياته الكوميدية، إلا أنه ترك عندي هذا الطابع القوي.
إن الأمثولة التي يعطيها محمود عبد العزيز في كوميدياته وفي أدواره السينمائية وأدواره التلفزيونية تجعلنا نقول إن الموهبة كثيراً ما تتفوق على الدراسة فكم من ممثل موهوب صقلته التجربة والموهبة أكثر من الممثل الذي تخرج في معهد عال.
إن محمود عبد العزيز نجم كبير لا بشهادتي فقط بل بشهادة زملائه وجمهوره وخاصة في فيلمه جري الوحوش.