وعلمتهم كيف يقتل الأخ أخاه بدم بارد دون أن يعير أدنى اهتمام لصلة الرحم والقربى، والوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي طالما تغنى به السوريون.. والهدف نشر الفوضى وخلق أزمة طويلة الأمد في بلد فتح لها أسواقه وأراضيه ومعامله لتتصرف به وكأنه بيتها بعيداً عن أي إحراج أو صعوبات ومنغصات.. والقصة تطول.
هي حكومة «العدالة والتنمية» حكومة رجب طيب أردوغان التركية، التي أظهرت من العداء لسورية وشعبها وقيادتها ما يوازي العداء الصهيوني وأكثر وعضت اليد التي امتدت لها بلؤم لا مثيل له!!
بالطبع لم يكن جديداً على الحكومة «العتيدة» ما أظهرته وما فعلته بحق مجموعة من الوطنيين الأحرار الذين ذهبوا إلى اسطنبول ليعبروا فقط عن امتعاضهم واستنكارهم لمؤتمر بيادق الناتو كما وصفته جهات إعلامية وسياسية متابعة للأحداث في سورية.
في هذا السياق يقول المراقبون إن هذه الحكومة بدا تشدقها عن حريات الشعوب وحقوقه والأجواء الديمقراطية التي يجب أن يمارسوها في واد وممارساتها القمعية بحق المواطنين الأتراك والسوريين المناهضين لمؤتمر أعداء سورية في واد آخر، وخاصة في ظل تنامي الحديث عن مصادرة الآراء والمواقف في المجالات الثقافية والسياسية و الطقوس والشعائر الدينية وغيرها، وما حصل مع الأكراد في عيد النيروز أكبر دليل على ذلك.
إذا قصة القمع التركي ليست جديدة وآخر فصولها ومشاهدها ما فعلته بحق مجموعة من الشبان السوريين الذين شاركوا الجالية السورية في تركيا باعتصام مندد بمؤتمر «أصدقاء سورية»، حيث قامت قوات الأمن التركية، بتعريض هؤلاء لمضايقات شديدة وأجبرتهم على النوم في العراء بعد أن منعت الفنادق من استقبالهم.
وأكدت مصادر من ضمن المجموعة أن أفرادها يتعرضون لمضايقات شديدة على الأراضي التركية، ما اضطرهم لأن يبيتوا يوم أمس الأول في العراء بعد رفض كافة الفنادق في مدينة اسطنبول إيواءهم.
كما أكدت المصادر أنه كان من المقرر أن تصل المجموعة إلى سورية في تمام الثالثة من ظهر أمس إلا أن الحكومة التركية عرقلت ذلك بحجة عدم وجود رحلات جوية إلى دمشق.
وأشارت المصادر إلى أنه لا صحة للأخبار التي تتحدث عن اعتقال الشرطة التركية لعدد من أعضاء المجموعة، وسيصلون في أوقات لاحقة إلى البلاد.