ماضون قدماً كرمى لعيون الوطن
شباب الثلاثاء 26-5-2015 نيفين عيسى لم يمعنه وضعه الصحي من مواصلة حياته بشكل طبيعي ،هو شاب في الرابعة والعشرين من عمرة مكافح في حياته ، ويعمل في المجال الإغاثي على مدار السنتين الماضيتين،
التقينا« الشاب براء زركل » في كلية العمارة أثناء ذهابه لحضور إحدى العروض المسرحية بالجامعة وأخبرنا عن الإصابة التي تعرض لها قائلاً : كانت الإصابة بمنطقة العمارة حيث أصبت بقذيفة هاون في السنة الماضية وتحديداً في الشهر الثامن عندما كنا في الطريق أنا وأصدقائي حيث أصيب معي خمسة أشخاص آخرون منهم فتاة، واستشهد شاب بالقذيفة ،وأضاف القذيفة كانت تبعد عني بحدود 90 متر.
وعن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها أخبرنا براء أنها كانت عبارة عن 23 شظية في الرأس والكلية والعمود الفقري وشرايين الظهر وتفتت كامل بعظم بالساق الأيسر ،وباقي الشظايا توزعت على كافة أنحاء الجسم بشكل عام ،ثم تابع ذهبت للعلاج لأكثر من مشفى ،وعن معاناته أشار إلى أن الشظايا كانت تحتوي على مواد بارود كثيرة، وهذا الأمر أدى الى تشكل عفونة بالدم ، وبقيت تحت المراقبة نتيجة النزيف في الجسم لأكثر من خمسة أيام، وتابع قوله بعد تحاليل ومراقبة طويلة استطاع الأطباء إنقاذ جسمي من الجراثيم ومواد البارود،وأردف قائلاً بقيت فترة عشرة أيام في المشفى ،ومن ثم قمت بإجراء عملية ووضعت أسياخ بقدمي بالساق تحديدا بسبب تفتت العظم ،وتابع جلست بالمنزل حوالي الستة أشهر، وبعد فترة وجيزة بدأت الشظايا بالخروج من الجسم.
براء تابع قوله رغم الإصابة التي كادت تؤدي لعجز بالجسم ،وكانت قاسية ومؤلمة جداً من النواحي النفسية والجسدية، وأثرت على عملي وجسدي وحياتي الاجتماعية،ومنعتني من ممارسة أحب الأشياء إلى قلبي، وهي الإغاثة ومساعدة الآخرين، وبعد أيام طويلة من الوجع والتعب وصرخة الألم وضياع أيام حاولت من جديد أن أقف مجدداً لكن فشلت ،ثم حاولت مرة أخرى كذلك فشلت ولم أتمكن من ذلك، لكن بعد محاولات كثيرة استطعت أن أقف مرة أخرى مواجهاً الصعوبات ومتحدياً مشاكلي سواء نفسياً أو جسدياً ، ومن ثم عاودت إكمال مستقبلي ،وكرمى بلدي وأهل البلد الذي يحتاج شبابه وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها،وعدت قوياأكثر من قبل إصابتي، لأنه واجب علي أن أقدم الكثير لأني جزء منهم،وتابع ما مررت به من الممكن أن يكون مع أي شخص آخر،وكلي ثقة أضحو لدي قوة داخلية كبيرة وحب للحياة وعزيمة صلبة ،ففي داخلي بذور الأمل والإرادة والتصميم والمضي قدماً على متابعة حياتنا ومن أجل أن نعمر وطننا بأيدينا وروحنا وقلوبنا.
|