البطل الجريح أحمد معين محمود مواليد 1983 كرم بيرم -صافيتا ,رقيب أول ,مجند احتياط من مرتبات الحرس الجمهوري . بتاريخ 29/3/2014كانت إصابته بانفجار عبوة ناسفة في دير الزور أدت إلى بتر ساعده الأيسر وتفتت في الساق اليمنى .أجريت له عملية شق بطن لإخراج الشظايا ,توقف قلبه لأكثر من عدة دقائق أدى به الأمر إلى حالة نباتية ناجمة عن نقص أكسجة دماغية .وهو الآن في حالة عجز كلي مئة بالمائة أي حالة شلل رباعي .نقل بعد 21يوما إلى المشفى العسكري بدمشق تلقى فيها العلاج ثلاثة أشهر استكمله في مشفى طرطوس العسكري بتاريخ 6/1 /2015 حيث بقي أربعة أشهر . ومن ثم قررت عائلته متابعة علاجه في البيت بمساعدة الكادر الطبي في المشفى العسكري ومديرية الصحة لتأمين كافة حاجياته ومتطلباته اللازمة من أسطوانات الاكسجين و الفرشة الخاصة والأدوية و البدائل الصحية كما لو أنه في المشفى مع متابعة حالته الصحية مرتين أسبوعيا في منزله . وللأمانة فإن هذا الوضع ما كان ليكون لولا دعم أصحاب الأيادي الخيّرة التي تقف دائما إلى جانب الدولة سندا ودعما . فإلى جانب ما قدّمته إدارة الخدمات الطبية من جهاز الأكسجين اليدوي,قدّم فريق (قامات السنديان )التطوعيّ جهاز شاحن كهربائي مع بطارية, بالإضافة لمروحة كهربائية وتمديدات إنارة .وللتوضيح فإن حالة الشهيد الحي أحمد تستوجب عدم انقطاع الكهرباء على الإطلاق لهذا كان سعي والده للبحث عن تأمين مولدة كهربائية تعمل على الوقود وهو أمر لم يكن بالسهولة بمكان لارتفاع سعرها وصعوبة الحصول على الوقود و غلاء سعرها .لكن تأمين الشاحن الكهربائي ساهم في متابعة علاجه في البيت وفي تخفيف عبء تكلفة وسائل النقل والمصاريف الأخرى التي أثقلت الحمل على العائلة خلال السبعة الأشهر الماضية .بالإضافة إلى مساهمة بعض الأشخاص المتطوعين في تأمين السرير وجهاز الأكسجين الكهربائي وجهاز التدليك أيضا .
الشهيد الحيّ أحمد محمود متزوج ولديه ابنتان يتقاضى راتبا قدره (23000ليرة سورية ) . كان والده راجع دائرة الجريح في مبنى المحافظة من أجل تأمين مبلغ مالي يمكّن الزوجة من القيام بمساهمة فعّالة للمشاركة في تأمين حاجيات الأطفال ومتطلباتهم خاصة وأن راتب الزوج لا يكفي تأمين لقمة العيش ...! ومازالت العائلة بانتظار دورها في تأمين المبلغ المخصص للجرحى ..!!!
البطل هلال خليل
البطل هلال خليل مواليد 1 /4/1985 من قرية وادي السقي - القدموس أنهى المرحلة الثانوية فباشر العمل في مجال التمديدات الكهربائية والصحية وبعد ستة أشهر التحق بصفوف الجيش العربي السوري لتأدية الخدمة الإلزامية . ليعاود إلى شغله الخاص بعد التسريح. ثلاث سنوات تمضي و يطلب بعدها للاحتياط . ليلتحق بتاريخ 23/8/2012 .في مطار تفتناز الذي ظلّ محاصرا فيه حوالي أربعة أشهر وبعد اشتباكات ومعارك عاد إلى الشام ومن ثم أوكلت إليه مهمة أخرى في وادي الضيف بتاريخ15/11/2013 يوم إصابته ,حيث سقطت قذيفة هاون على الساق اليمنى , أسعف إلى مشفى حماه الوطني بداية وفي المشفى العسكري بطرطوس بتاريخ 16/11/2012 ساء الوضع لذلك كان القرار ببترها . لتبدأ مرحلة الإعداد لتركيب الطرف الصناعي وهي المرحلة التي استكملها بداية البطل هلال في مشفى القدموس الذي تابع حالته بشكل يومي ودقيق . بعد ستة شهور كان هلال على موعد لتركيب الطرف البديل إلا أنه على ما يبدو كان على موعد مع مرحلة صعبة من المعاناة الجديدة مع الألم لكن بصيغة أخرى .حيث لم تتوافق القياسات و الطرف البديل .ومع الوعود بين يوم وآخر ,كان التواصل مع (جمعية البستان )باللاذقية وتم تركيب الطرف المنتظر لكن ما هي إلا فترة قصيرة حتى اضطر البطل هلال لإجراء عملية تصحيح بتر وبعد شهرين عاد واستخدم الطرف البديل إلا أن آلاما جديدة عادت لتقض مضجعه ما دفع به لمراجعة مركز اللاذقية للأطراف الصناعية الذي أوضح بأن هذا ما بوسع المركز تقديمه . إلا أن يوم15/11/2014 كان يوم أمل لحياة جديدة عندما قدّمت له جمعية (الكنيسة المارونية )الطرف الصناعي .حيث عاد لحياته الطبيعية وصار بإمكانه ركوب الدراجة النارية وقضاء حاجاته وخدمة نفسه بنفسه دون الحاجة لأحد . إيمان البطل هلال خليل بقضاء الله وقدره جعله طاقة أمل تجاوز بها أي حالة قد تقعده عن الحركة إلى جانب الدعم النفسي من الأهل و الأصدقاء وهو أمر له التأثير الكبير في النفس . فقد آثر البطل هلال استئناف حياته من جديد ليكوّن أسرة وليبدأ بعمل يكون مصدر رزق له خاصة وأن راتبه لا يكفيه أجور وسائط النقل بالأخص أن البعض لا يقدّر وضعه الصحي .طبعا لم يتمكّن بطلنا من معاودة عمله القديم في التمديدات الكهربائية والصحية لذلك هو اليوم يفكّر بعدة خيارات إلا أن ضعف أو عدم القدرة الشرائية هي المعوق الوحيد...سألت البطل هلال إذا ما كان لديه إحساس بالإعاقة يقول :اختلفت وتختلف الحياة مع خسارة طرف من جسمك لكن عندما تكون تلك الخسارة في ساحة المعركة وعلى أرض الوطن وتحت سمائه في مواجهة الإرهاب التكفيري حينها لا تشعر بالإعاقة ولا بالخسارة على العكس تماما هو شعور بالفخر والعز و الشرف تعيشه وقد قدمت شيئا غاليا من جسدك للوطن الأغلى . لكنه الصدمة بالواقع الجديد وعدم تقبّل الآخر بمعنى تقبل حالات الإعاقة التي تختلف بين جريح وآخر وهو أمر متباين نوعا ما يزيده صعوبة الآلية التي تتعامل بها الجهات المعنية خاصة .وألخّص ذلك بكلمة بأننا يتم التعامل معنا على أساس مصابين وليس مصابي حرب. البطل الجريح مصطفى ملحم الجريح مصطفى ملحم مواليد 31/3/1985 (حمام واصل )- طرطوس التحق قي صفوف الجيش العربي السوري منذ 2004 كرقيب متطوع في الفرقة الخامسة عشرة (وحدات خاصة ). مع بداية الأزمة شارك في عدة مهام في الرستن وإدلب ودرعا تعرض للخطف مرتين في درعا والرستن وبتاريخ 29/9/2013 كانت خسارته لرجله اليسرى من فوق الركبة نتيجة سقوط قذيفة هاون عند استهدافه مع رفاقه بالسلاح عند معبر نصيب بدرعا . تسريحه كان في عام 2004 بنسبة عجز 65% يتقاضى راتبا يبلغ (22500) ليرة سورية . استطاع تجهيز كولبة بعد جهد جهيد لاستثمارها مستقبلا . محاولاته لتركيب الطرف البديل لم تكن موفّقة أبدا . جمعية (الوعد الصادق) كانت قطعت له وعدا بتأمين الطرف المطلوب إلا أنه مازال على الوعد (يا كمّون ).أما جمعية (البستان الخيرية ) فقد قدّمت له الطرف البديل لكنّه لم يكن مناسبا على الإطلاق . وهو ومنذ إصابته ولتاريخ اليوم يعيش على أمل تأمين الطرف الصناعي المناسب خاصة وأنه بحاجة لركبة هيدرو ليكية .ويوجّه العتب الكبير إلى من بيدهم الأمر ولم يبادروا بأي مساعدة .وإن كانت شخصية البطل مصطفى تزوّدك بجرعات من الأمل والطاقة وبالرغبة بحياة طبيعية لا تعوقها فقدان طرف.حيث يمارس الرياضة والصيد ويتابع أموره المعيشية والشخصية بمفرده إلا أن حديثي المطوّل معه أخذني إلى مراحل شاقة من الألم والمعاناة ومشوار استحقاق ما يضمنه القانون للجرحى ومصابي الحرب .هو مشوار يراه البعض منهم مازال صعبا طالما أن أغلبهم لم يحصل على مستحقاتهم بعد والتي غالبا ما يراجعون دائرة الجرحى بخصوصها و يكون الجواب :(حتى يأتيكم الدور ) ..!!تلك الإجابة التي قد لا يتقبّلها هذا الجريح أو ذاك ,ظنّا منه أن حالته تستدعي النظر بحاله أولا.لكن الأمل والثقة دائما أن حقوق الجرحى محفوظة وإن أخذت القليل من الوقت في حالات البعض منهم الذين تستدعي حالاتهم السرعة في إنجاز معاملاتهم .