ونظرا لما شهدته مدارس سلمية من ضغط طلابي كبير استدعى وجود مشروع واتفاقية مشتركة بين اليونيسف ومؤسسة الآغا خان مع مؤسسات الدولة السورية والمجتمع الأهلي تنص على دعم وتحسين عملية الخدمات في المدارس صيانة وتوفير وتثقيف بين صفوف الطلبة أكثر من خمسين مدرسة شملها مشروع تحسين البيئة المدرسية بعد التقييم البيئي في مدارس سلمية وريفها وتم الاطلاع على واقع الخدمات والنظافة فيها , وذلك في اطار سعي مؤسسة الآغا خان بالشراكة مع منظمة اليونيسيف وبالتعاون مع وزارة التربية ووزارةالصحة لتحسين الواقع الصحي والنظافة والمياه في تلك المدارس والمساهمة في الحد من تفشي الأمراض والأوبئة ويذكر محمد المولي منسق المشروع في المجمع التربوي في سلمية : أن الهدف العام من المشروع الحد من انتشار الأمراض السارية ومن هدر المياه مشيرا الى أن انقطاع المياه المتكرر عن المنطقة وازدياد عدد السكان أديا الى حدوث مشاكل في الصرف الصحي كما أن ضعف ممارسات النظافة أدى الى ازدياد في المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤدي بدورها الى احتمال حدوث وباء في المنطقة , لذلك انطلق المشروع بفعالية ونشاط لم ينقطع منذ العام الماضي
بعد جولات متعددة ومكثفة للمدارس مع الفعاليات المشاركة في المشروع تم اختيار 51 مدرسة - ثلاث منها مشتركة – وفق معايير وأولويات مدروسة لتحسين واقع الخدمات والنظافة فيها ضمن المدينة والريف حيث شملت مدارس الريف كلا من قرى تل الدرة وبري والكافات والسعن إضافة الى مدارس في عقارب وجدوعة وتل التوت .وتم العمل على ثلاثة محاور : أولها تحسين البنية التحتية حيث تم تزويد مدارس الريف وسلمية المشمولة بالمشروع بحوالي 300 خزان مياه سعة مترين مكعبين مع تمديداتها ومستلزماتها من تحويلات وأشرطة وفواشات وأكر وأكواع وغيرها حيث تسلم المدرسة الخزان جاهزا لتعبئة المياه النظيفة وتقوم المنطقة الصحية وبشكل دوري لأخذ عينات من كل خزانات المدارس للتأكد من نظافة المياه فيها إضافة الى تحسين وصيانة كافة المرافق الصحية ومناهل المياه وستشمل هذه الصيانة الصرف الصحي وتمديد المياه الحلوة وما يلحق ذلك من أعمال السيراميك والبلاط وصيانة الأبواب . أما المحور الثاني القائم على التثقيف الصحي فيتضمن أنشطة تهدف الى زيادة وعي وتحسين الممارسات المتعلقة بالنظافة وترشيد استخدام المياه لدى الكادر الإداري والتدريسي والطلاب والأهالي أيضا وأشار المولي الى الدور الكبير الذي قامت به المنطقة الصحية في ذلك من خلال كادر المنطقة من المرشدات والمثقفات الصحيات . أما المحور الثالث فكان توزيع المواد الضرورية على الطلبة كالشامبو والصابون وتوزيع سلال النظافة في المدارس.ولفت السيد محمد المولي الى أن المشروع قام بتوفير المقاعد الخشبية للطلبة بمواصفات جيدة وزود الكثير من المدارس بها عبر ورشة التصنيع الخاصة بالعمل
لا شك أن المدارس التي شملت بالمشروع كانت في حاجة ماسة لخزان مياه حيث زودت بعضها بست أو تسع خزانات مياه لأنها مدرسة مشتركة بحلقتين أو لأنها تفتقد اليها او أن خزاناتها قديمة غير قابلة للاصلاح حيث أشادت مدرسة الفاطمية وأبي الحسن وخالد وميسلون وحي الزهراء والعروبة وغيرها والثانويات المهنية إضافة الى مدرسة السعن في الريف البعيد الذي يبعد أكثر من خمسين كيلومتر عن سلمية وتم تزويده بالخدمات اللازمة –أشادوا - بما أجري على مدارسهم من عمليات الصيانة والتزود بمستلزمات النظافة , وأشار بعض المديرين الى أن نسبة الاصابة بالأمراض المعدية انخفضت بشكل ملحوظ بعد المتابعة المستمرة وتزويد المصابين بالمطلوب من أدوات النظافة وغيرها
وقال البعض الآخر الى أن الجهات المتعاونة في المشروع انعكس بشكل إيجابي على المجتمع وأنقذه من انتشار أي وباء وبفضل النظافة العامة ونظافة المياه بشكل خاص ضمنت مدارسنا على الأقل عدم وجود التهابات انتانية بين الطلبة كما أبدى الطلبة ارتياحهم لمستوى الترميم واستبدال البلاط القديم بالسيراميك في مناهل المياه والحمامات وتوفير المياه بشكل دائم في الخزانات, وأشار أحد الطلاب الى أن توزيع الشامبو والصابون على الطلاب كان له تأثير على الحد من انتشار القمل وبعض الأمراض الجلدية ونشر الثقافة الصحية حسًن من بعض السلوكيات الخاطئة