فالحياة لايوقف عجلتها بلاء أو مصيبة أو غزو طارئ يحاول النيل منها وهذا ما تجسد على أرض الواقع من خلال حراك ثقافي فاعل على الساحة السورية التي شهدت فعاليات على الصعد كافة من عروض مسرحية ومعارض فنية وأفلام سينمائية واصدارات عديدة لكتب الأدب والشعر، ولاشك لهذا دلالة هامة في رصد الحالة الثقافية للواقع الحياتي وسط الأحداث الجسام التي يمر بها الوطن سورية.
وليس بالطبع هذا من اجل بيان الإبداع أو التألق أو حتى السباق للظهور وتحقيق التواجد للكاتب أو المبدع، بل هو حالة من الاحساس بالأحداث وكيفية انعكاسها على مسيرة الادب والثقافة والفنون بشكل عام، وبالتالي هو مقياس لدرجة التزام المبدع وطنيا واجتماعيا وانسانيا، والرسالة التي يريد ايصالها من خلال ما يقدم، وتلك النزعة الوطنية التي تسكنه في كل ابداعاته.
وهذا إنما يدل على قدرة الانسان السوري على تجاوز محنه وتحويل هذه المحن إلى ابداعات يتحدى بها كل اشكال الإرهاب والفكر التكفيري، فلطالما كان المبدع صوت أمته وضميرها الحي.
فالحس الوطني لديه ليس وليد لحظات آنية بل هو ضارب في القدم، وأجندة التاريخ والإبداع والحضارة خير شاهد على عراقة الإنسان السوري وانتمائه ووطنيته وصموده في وجه غزاة عبروا من هنا وكان مصيرهم إلى زوال.
ولمن اختار النأي بنفسه، أما آن الأوان له اختراق جدار الصمت ليرى نور الحقيقة الساطعة والنصر الأكيد؟!.