هذه الرحلة يقودنا فيها الباحث ضمن محاضرة له في مديرية الثقافة بحلب ليعرفنا من خلالها على مخزونات تلك الذاكرة وعلى أبجديات ذلك البيت ومايحويه من تراث..
يشير الباحث إلى أن هذا البيت تم تسجيله في عداد المباني الأثرية عام 1968، وحول إلى متحف للتقاليد الشعبية عام 1981، لافتاً إلى أنه بني معمارياً في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي الثاني عشر الهجري، وهذا ماهو مثبت من خلال الزخارف الحجرية الموجودة في أعلى واجهة الإيوان عن طريق علم الرقم والحرف، حيث تشير عبارة منقوشة إلى ذلك مكتوب فيها / تقوى الرب مكان عامر / ومن خلال علم الرقم فإن مجموع تلك العبارة الرقمي / 1171 / وهو العام الهجري الذي تم فيه البناء يقابله من التاريخ الميلادي عام / 1758 ميلادية /..
ويستعرض المحاضر عناصر البيت العربي وأقسام المتحف والبداية من الطابق الأرضي، حيث يتألف من:
- المدخل، أرض الدار.
- والإيوان، ويمكن من خلاله الولوج إلى ثلاث غرف (غرفة المد العربي -غرفة الأسلحة - غرفة النحاسيات).
- قاعة الاستقبال، وزينت جدرانها بالكتابات القرآنية والخزائن الجدارية.
- غرفة العروس، ويعرض فيها جهاز العروس وثيابها بكافة أنواعها، إضافة لبعض المجسمات لفتيات يمثلن ليلة الحنة.
- غرفة الآلات اليدوية، وعرض فيها نول نسيج يدوي وقوالب لطبع الرسوم الملونة على الأقمشة وآلة جلخ يدوية وآلة لسحب خيوط الذهب والفضة وماكينة خياطة يدوية وقالب لصنع الطرابيش.
- القبو، وهو عنصر أساسي في البيت العربي ويتفرع إلى قسمين: / قبو المونة - قبو المعيشة /...
ثم ينتقل نوفل بنا إلى الطابق الأول، والذي يسمى الطابق الوسطي وفيه نجد غرفتين، الأولى عرض فيها صندوق الدنيا ومايحويه من صور ومناظر وأشكال، إضافة إلى مشهد كراكوز وعيواظ وآلة عرض سينمائية قديمة، والثانية نشاهد فيها عرضاً لدكان حلاق أيام زمان، عرض فيها كرسي الحلاق ومجسمات لشخص الحلاق وشخص يجلس للحلاقة، وطاولة الحلاق الخاصة مع أدوات الحلاقة في غابر الأزمان...
وفي خاتمة المحاضرة يحط بنا الباحث الرحال على سطح البيت والذي يستخدم عادة كشرفة وله استخدامات كثيرة كنشر الغسيل ونشر السليقة وتجفيف الخضار للمونة وأهم استخدامات هو النوم في ليالي الصيف الحارة..
ويضم متحف التقاليد الشعبية هذا أكثر من / 1500 / قطعة من النفائس الشعبية الحلبية كالملابس والأزياء وأدوات الزينة والأثاث الملبس والمطعم بالصدف والسجاد والأدوات المنزلية والأسلحة وآلات النسيج الخشبية..
وختاماً يجب أن لاننسى أن يد الإرهاب فعلت فعلتها في هذا الصرح الفني والتراث المعماري فدمرت مادمرت وسرقت ماسرقت ويبقى متحف التقاليد الشعبية بيت الذاكرة الحلبية.