بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فكما قال مسؤول أميركي سابق بارز في الكونغرس الأمريكي إن هذه الضربات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش وكان كلامه صحيحا، فهذه الضربات غير المجدية أصلا جاءت لأسباب تتعلق بالمصالح الأميركية ومن الإجحاف القول إن الإدارة الأمريكية ترددت في اتخاذ مثل هذا القرار بشأن مواجهة خطر تنظيم ما يسمى «دولة داعش»، الذي بنته إدارة الرئيس باراك أوباما على حجة التجارب المريرة والقاسية السابقة للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
والخطأ الفادح الذي يرتكبه الغرب وأمريكا هو أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لم يأت أكله بل على العكس ساعد في تمدد داعش أكثر في ظل عدم وجود صورة واضحة لدى الولايات المتحدة الأمريكية حول المستقبل الحقيقي للمنطقة العربية أم في ضوء عدم وضع استراتيجية معينة تجاه ما يجري من أحداث مأساوية في منطقة الشرق الأوسط! فتركيا على سبيل المثال تريد إقامة إمارة عثمانية جديدة في المنطقة عن طريق وجود داعش أو غيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة التي تدربها وتسلحها بكافة أنواع الأسلحة لتحقيق أحلامها الاستعمارية القديمة فهي تؤمن وصول دعمها اللا متناهي من المال والسلاح عبر المعابر الحدودية المشتركة بينها وبين سورية ولا يهمها لمن تصل المساعدات سواء لداعش أو لغيرها من التنظيمات التكفيرية أو الميلشيات المسلحة التي تحارب في سورية من خلال تصويرها لما يجري من قتال في سورية على انه جهاد يخوضه هؤلاء المسلحين الذين قدموا من كل دول العالم إلى ارض الجهاد كما باتوا يدعونها ورغم تشدق تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بدعمها للمعارضة المسلحة المعتدلة كما يقولون إلا إنهم على العكس تماما هم يقومون بمساعدة ودعم المتشددين على حساب المعتدلين إن كان أصلا هناك معتدلين بين المسلحين الذين يمارسون كل أنواع الإرهاب.
أما السعودية وقطر فلهما نفس الأهداف المتعلقة بما يجري في سورية والعراق وبتناسق مع الخطط الأميركية وبذريعة الخطر الإيراني كما يدعون ومفاعلها النووي الذي بات يقض مضاجع الخليجيين الذين أصبحوا لا يأمنون على أنفسهم رغم الضمانات التي قدمتها إيران لدول للخليج وللعالم بشأن مفاعلها السلمي المعد أصلا للأغراض السلمية وبرأي كاتب المقال أن الغرب ارتكب خطأ فادحاً في دعمه للميليشيات التكفيرية المتشددة ولداعش وإشعال المنطقة المشتعلة أصلا جراء التدخلات الخارجية من دول الخليج وتركيا.
كما لا يمكن للغرب إلحاق الهزيمة بداعش وغيرها من الميلشيات المسلحة دون أن يكون هناك استراتيجية محددة وواضحة لخروج القوات الغربية في المستقبل من المنطقة العربية وتصورات مستقبلية لهزيمة داعش آو بعد هزيمة داعش وخاصة ان داعش سعت منذ دخولها إلى سورية إلى تجنيد من هم دون الثامنة عشر لاعتبارات عديدة نجحت بتطبيقها حيث تمكن تنظيم الدولة الإرهابي منذ ان أعلن دولته المزعومة بتجنيد الآلاف من دول العالم ضمن صفوفه القتالية مستخدما الدين وحجة نشر راية الخلافة المزعومة ضمن الدروس التي يلقنها للمقاتلين .
ويعتبر كثيرون أن المال من الأسباب الرئيسية التي ساعدت التنظيم على ضم المقاتلين لصفوفه هذا عدا الدروس الرئيسة التي يتم تلقينها أيضا للمقاتل في صفوف داعش بأن الجنة هي على بعد خطوتين منه وأنه محظوظ لأنه تم اختياره لتنفيذ العملية وأنه من اليوم الذي سيقوم بعمليته الانتحارية فإنه سيكون في الجنة خالدا فيها وعبارات تحفيزية أخرى تلك العبارات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي بتلقينها بشكل مستمر للأطفال دون سن الثامنة عشرة خلال المعسكرات التي ينظمها عناصر التنظيم للمتطوعين الجدد والذين يتم تدريبهم على الأراضي التركية بتمويل سعودي وقطري على الرغم من أن داعش تمارس جرائم حرب بامتياز نتيجة استغلالها الأطفال لأهداف سياسية وبحجج دينية وكل هذا على مرأى ومسمع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي لغاية هذه اللحظة لم تحسم أمورها وتقوم بردع هذا التنظيم الخطير الذي بات يهدد العالم بأسره.