تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجيش العراقي والحشد الشعبي قوتان لردع الإرهاب

الاندبندنت
متابعات سياسية
الثلاثاء 26-5-2015
ترجمة: ليندا سكوتي

يعتبر دخول داعش إلى مدينة الرمادي من أسوأ الكوارث التي ألمت بالحكومة العراقية منذ قرابة عام كامل. وقد وصف أحد المستشارين المحليين الوضع في هذه المدينة «بالكارثي»، حيث تُشاهد الجثث المحترقة متناثرة في الشوارع.

وثمة تقارير تشير إلى أن هناك مجازر اُرتكبت بحق رجال الشرطة ورجال العشائر الذين عارضوا ما يسمى بـ»الدولة الإسلامية»‏

لقي أكثر من 500 جندي ومدني حتفهم أثناء العمليات القتالية في الرمادي على مدى الأيام القليلة الماضية حيث تمكنت داعش من اختراق الحواجز الحكومية بعد أن قام انتحاريون بتدمير التحصينات عبر قيادتهم لسياراتهم محملة بالمتفجرات.‏

حاول حوالي 25000 مواطن فروا من الرمادي لكنهم واجهوا صعوبات في الدخول إلى بغداد تحسبا من السلطة أن يكون من بين أولئك النازحين معارضون مندسون بين صفوفهم. وقد أخبر صحفي من الرمادي اسمه عمر صحيفة الاندبندنت بأن مقاتلي داعش ينظرون إلى غالبية سكان هذه المدينة باعتبارهم أعداء لهم، كما أنهم يشجعون السكان على مغادرة المدينة وفقا لذلك المنظور.‏

ربما يكون سقوط الرمادي حدثا لا يقل أهمية عن سقوط الموصل التي تمت السيطرة عليها إثر هجوم مباغت قامت به داعش في السنة الماضية، وواصلت ممارسة ضغوطاتها وحصارها على مدينة الرمادي منذ شهر نيسان الفائت وإزاء ذلك فإن الهجوم الأخير كان أمر متوقعا حدوثه.‏

يسعى جنرالات أميركيون للتخفيف من حدة الكارثة على الرغم من أن السياسة الأميركية التي اتبعت لإعادة بناء الجيش العراقي والمساعدات المقدمة لهذا الجيش عبر القوة الجوية الأميركية قد أثبتت فشلها. لكن الأميركيين مازالوا يعارضون مشاركة قوات الحشد الشعبي في مقاومة المقاتلين الداعشيين.‏

في الوقت الراهن لم يبق أمام حكومة بغداد سوى الاستعانة بقوات الحشد الشعبي الأمر الذي أثار الذعر بين صفوف المواطنين الذين كانوا يعلقون آمالهم على قدرات القوة العسكرية العراقية في دحر داعش التي سبق أن منيت بالهزيمة وانسحبت من تكريت مطلع هذا العام، كما لقيت فشلا ذريعا في إمكانية سيطرتها على عين العرب على الرغم من محاصرتها لهذه المدينة قرابة 134 يوما تكبدت خلالها خسائر فادحة.‏

قال رئيس الأركان لدى الرئيس مسعود البرزاني فؤاد حسين أن القلق ينتابه خشية أن يؤثر سقوط الرمادي على باقي العراق، وأنه يتحسب من قيام داعش بهجوم على قاعدة الأسد العسكرية العراقية، الزاخرة بالأسلحة، يضاف إلى ذلك التحسب من إمكانية سيطرة داعش على سد الحديثة الأمر الذي يجعلها تتحكم بمستوى مياه نهر الفرات.‏

لم تكن تلك هي المحاولة الأولى لداعش لدخول الرمادي حيث أنها استمرت في محاولاتها تلك منذ مطلع عام 2014 بعد أن سيطرت على محافظة الأنبار بما فيها الفلوجة وهي تبذل جهودها لدخول هذه المدينة لكن القوات الحكومية تمكنت من ردها والبقاء مسيطرة على المجمع الإداري المركزي في الرمادي إلا أنه ما أن بدأ الهجوم يوم الخميس حتى استطاعت قوات داعش السيطرة على حي الملعب جنوب الرمادي. وفي البداية فقد تمكن اربعة انتحاريين في التسبب بمصرع 10 من رجال الشرطة وجرح 15 آخرين ومنهم رئيس مركز الشرطة في حي الملعب. ولاحقا قاد ثلاثة انتحاريين سيارة مفخخة إلى بوابة قيادة العمليات في الأنبار التي تعد مقراً القيادة العسكرية في هذه المحافظة مما أسفر عنه مقتل 5 جنود وإصابة 12 آخرين.‏

وإزاء ذلك، عرضت إيران على الحكومة في بغداد تقديم الخدمات اللازمة لها وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى بأن بلاده على استعداد لتقديم أي مساعدة.‏

كما قامت القوات الجوية للولايات المتحدة بهجوم جوي في محيط الرمادي خلال الأيام الماضية وأعلن المتحدث باسم الحشد الشعبي علي سراي بأن ثمة تطورات حاسمة ستجري في المستقبل القريب وقال لرويترز في بغداد «إن الحشد الشعبي تلقى الأوامر بالسير إلى الأمام لذلك فإنه سيشارك في مقاومة داعش وأن تلك القوات كانت بانتظار تلقي هذا الأمر وقد تلقته الآن».‏

يتنامى بين القادة العسكريين في بغداد شعور بأن ليس لديهم من خيار سوى الاستعانة بقوات الحشد الشعبي بغية مجابهة المعضلة القائمة حتى لو كانت تلك الاستعانة ستفضي إلى إغضاب الأميركيين الذين ما انفكوا يعارضون دخول تلك القوات.‏

ويعتقد وزير سابق أن الضغوط الداخلية ستتزايد للتخلص من القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على استعانة الحكومة العراقية بقوات الحشد الشعبي التي تمثل السبيل الوحيد لمجابهة قوات داعش التي فرضت هيمنتها على مدينة الرمادي.‏

ما أن دخلت قوات داعش إلى المدينة حتى قامت بأعمال القتل والتنكيل للعديد من المواطنين باعتبارهم «مرتدين» كما وطالبت عبر مكبرات الصوت من الشرطة والجنود رمي أسلحتهم إن رغبوا الحصول على الرحمة والمغفرة.‏

في ظل هذا الواقع القائم يتعين على رؤساء العشائر في الأنبار وغيرها وكافة المواطنين مجابهة داعش ومقاومتها بمختلف السبل وعدم اتخاذ مواقف سلبية وإلا أصبح النظر إليهم باعتبارهم من الداعمين لها ولمسلحيها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية