تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التربية إبداع

عين المجتمع
الأثنين 3-9-2012
غصون سليمان

مهما تحدثنا عن التربية نبقى مقصرين في الاحاطة بجوانبها ومفهومها وجوهرها والتربية من حيث المبدأ العام هي وسيلتنا للكشف عن القدرات والامكانات وتفجير طاقاتها وحشد قواها والارتقاء بمستواها لتكون على مستوى التحديات التي تؤهل الانسان العربي ولاسيما هذه الأيام لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

ومانحتاجه بالتحديد هو تربية الإبداع الذي يحترم ذكاء الفرد وقدراته الابتكارية ذلك لأن العقل الذي لايبدع لايعد عقلاً متفاعلاً خاصة وأننا أحوج كمجتمع حضاري متنوع وله إرث ثقافي نفتخر ونعتز بغض النظر عن جملة الضغوطات والتحولات التي تشهدها المنطقة ولاسيما سورية الغالية إلى تزويد المتعلم والمتدرب بمهارات التفكير والتخيل والتحاور مع الآخر واستشراف المستقبل من خلال العمل على توظيف تقانة المعلومات في قراءة هذا المستقبل، ذلك لأن السر الحقيقي في عملية الإبداع إنما يكمن في التربية فالذين أبدعوا تعلموا مسبقا كيف يفكرون وهنا مكمن الإبداع ولابد من أن يكون برنامج تعليم التفكير في قمة أولويات التربية ذلك لأن المستقبل لايهيىء مكانا لأولئك الذين يختلف ذكاؤهم.‏

وإذا كان الحديث اليوم عن التربية وأهميتها في تأهيل المرأة منذ نعومة أظفارها وضرورة إعدادها لكي تتعرف هي والمجتمع على مالها من أدوار متعددة ومؤثرة في عملية التنمية لكي تقوم هي بدورها في تنشئة الأجيال وغرس القيم وبناء الشخصية الأصلية بما يتواكب مع متطلبات العصر السريع في إيقاعه والمتناهي في حركته.‏

فالتربية والتعليم والإعداد والتدريب واكتساب المهارة هي جوهر بناء المجتمعات لأن الفعل يبدأ من العقل والتربية تستهدف النمو الجسدي والوجداني والاجتماعي والمعرفي في تكامل وانسجام تام في حين لاتألو المجتمعات الناهضة جهداً في دعم حقل التعليم وصولاً إلى خطوات متقدمة في سلم الحضارة.‏

وفي السياق ذاته يشير أحد المفكرين العرب في إحدى اللقاءات التربوية إلى أن للمرأة في وطننا وفي قضايانا بعداً حضارياً وبعداً نضالياً وبعداً إنمائياً فالبعد الحضاري تتأكد به الأصالة وتترسخ به وبعد نضالي تكتمل به حرية الإنسان والتراب الوطني وبعد إنمائي يتحقق به التقدم المنشود لينعم به كل أبناء هذه الأمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية