تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يكون الإنسان قيمةً وهدفاً!

مجتمع
الأثنين 3-9-2012
غانم محمد

قد لا تكون العناوين العريضة في حياتنا كافية دوماً للتعبير عن ذواتنا أو عن مجمل ما يحيط بنا أو نعيشه، بل قد تكون مضللة في بعض الأحيان ولا يعني هذا بشكل من الأشكال التنكّر لهذه العناوين العريضة أو تلك التي يسمّيها البعض « شعارات» ويذهب في تشاؤمه إلى تجريدها من أي قيمة أو مضمون.

النظافة شعار عام يؤمن به الكثيرون ولكن منظر حاويات القمامة تجعل المرء في بعض الأحيان يقرف من منظرها وقد اعتدنا أن نتكل على البلديات في ترحيل القمامة وتجميعها والقيام بكل أعباء النظافة لكن مجموعة من الشباب الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم ال 17 سنة قاموا تلقائياً بتنظيف شوارع بلدتهم وهم فرحون بما يقدمونه خدمة لبلدهم ودعماً لصموده..‏

الإعلام الوطني لم يكن يحظى إلا بقدر قليل من الثقة في السابق وكان موضع اتهام بالتقصير والمواربة في أحيان كثيرة لكن الأزمة الحالية التي تعيشها سورية أعادت الإعلام السوري إلى الواجهة وأصبح الجهة الإعلامية الأكثر ثقة لدى النسبة الغالبة من أبناء الشعب السوري العظيم وقد قيل لي في أكثر من مناسبة: قل لزملائك في القنوات الوطنية أنه لم تعد هناك أي حاجة لدحض ما تبثّه القنوات الشريكة في المؤامرة لأن أي إنسان عادي أصبح يعرف كيف يكذبّهم وبالأصحّ لم يعد أحد يتابعهم والقنوات السورية هي مصدر أخبارنا ومعلوماتنا وهي ترفع الرأس..‏

هذه التحولات البسيطة من حيث الظاهر والكبيرة من حيث المضمون تشكّل داعماً حقيقياً لإعادة صياغة الوعي لدى الإنسان السوري الذي أثبت أنه كبير وأنه وطني بامتياز وأن الشدائد لن تزيده إلا تمسكاً بأخلاقه وبقيمه وتجاوز صغائر الأمور التي ألهت بعضه في يوم من الأيام عن واجبه.‏

نرى من خلال متابعتنا للحياة اليومية أن الكثيرين أصبحوا قادرين على الانتظام بالدور عند الوقوف عند كوات الأفران للحصول على الخبز أو عند وقوفهم أمام الصرافات الآلية لقبض رواتبهم، ونرى أيضاً أن الكثيرين أصبحوا متفهمين لانعكاسات المؤامرة على سورية فلم يعد «النقّ» كما كان في السابق من غلاء أسعار بعض المواد أو من نقص بعضها الآخر، ولم يعد اللهو هو الهاجس الأكبر للأبناء وخاصة في فترة الصيف التي أمضاها قسم كبير من أبنائنا في مبادرات وطنية منتجة وفعالة..‏

حتى على صعيد اللقاءات الرسمية بين المواطنين والمسؤولين فقد راينا من خلال متابعتنا لهذه اللقاءات أن الطرفين قد تغيّرا، فالمواطن لم يعد مشغولاً تماماً بهمّه الشخصي بل راح يفكر وبصوت عال بالقضايا الوطنية وبالأمور التي تحقق منفعة عامة، وأصبح المسؤول أكثر قرباً من هذا المواطن وأكثر تفهماً لوجعه..‏

لا نقول إن الحالة أصبحت مثالية تماماً لكن السير باتجاه هذه الحالة المثالية يبعث الطمأنينة في النفوس ويجعلنا أكثر ثقة بأن سورية ستبقى عصيّة على الأخذ أو النيل من صمودها لأن عوامل قوتها الرئيسية تلتقي عند إرادة خدمتها والدفاع عنها وهذه العوامل الأساسية هي الشعب والجيش والقائد وكلها موضع فخر واعتزاز من السوريين.‏

باختصار، عندما يكون الإنسان هو القيمة التي نبحث عنها ونسعى لتكريسها ويكون هو الهدف الذي تسيّر باتجاهه كل الدروب والاهتمامات ويكون هذا الإنسان على هذا القدر من الوعي والإحساس بالمسؤولية والغيرية الوطنية فإن كلّ شيء سيكون على ما يرام، والإنسان العربي السوري يتفرّد بهذه الصفات وهو ما يعطي جيشه الباسل وقيادته الحكيمة مقومات الصمود والتصدي للمؤامرة التي يتعرض لها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية