تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الشات»... بديلاً ...وغرفها.. مصيدة الكترونية لأوقات فراغهم!!

شباب
الأثنين 3-9-2012
هزار عبود

وجوه ...تكاد تلتصق بشاشات الموبايل..وأي باد.. ولاب توبات..,وأيدٍ تتراقص على أنغام أزرارها ..حتى أننا لم نعد نكلفها عناء الضغط فيكفي لمسة صغيرة على تلك الشاشة المضيئة حتى تصل أفكارك و آراؤك,

أشكال جديدة من التواصل أصبحت تغلف حياتنا وتتحكم بطرق تواصلنا مع الآخر تحت مسميات عديدة إما تقريب المسافات بين البشر..أوصهر الخبرات و المعارف الإنسانية...وتحولها إلى نافذة نطل بها على الآخر بمعتقداتنا و عاداتنا وتقاليدنا.......حتى أصبح (الشات) وبمعنى أصح الدردشة الالكترونية لغتنا الجديدة بمفرداتها وأدواتها التي تعدت الحروف و الكلمات..وأصبحت بالصوت و الصورة!!‏

ودخلنا في زحمة غرف الدردشة ..التي يفيض منها عالم النت.. بأحرف ورموز..وصور ورسوم معبرة عن حالاتنا الإنسانية فبتنا نتواصل مع أصدقائنا و زملائنا و أقربائنا (والله يستر ما توصل للتواصل مع أهالينا في البيت الواحد....!!)..على كل حال أصبحت عالما نعيشه ولا يمكننا تجاهله وإلا كنا كمن يغرد خارج السرب...!!).‏

هذا السرب الذي انتشر في كل مكان في المقاهي و الشوارع و الحدائق حتى وسائل النقل لم تسلم من هذه الظاهرة ...فتجد مثلا شابا في أحد باصات النقل الداخلي وهو يقف وسط ازدحام يكاد المرء يلفظ معه أنفاسه الأخيرة.. وهو غارق في عالم هاتفه المحمول و بتعابير تظهر على وجهه!!‏

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اقتحمت غرف الدردشة الأوقات التي نقضيها مع أصدقائنا وهو ما أعانيه شخصيا...فقد نكون على طاولة واحدة في احد المقاهي ..ولا يمكنني محادثتهم إلا (بنكزهم) عبر الفيس بوك ...لتبدأ النقاشات..والأحاديث بكلمة منطوقة و أخرى مكتوبة ..مترافقة بنظرات حائرة بين وجوهنا ..وشاشاتنا الالكترونية!!‏

و بانتشار هذه المظاهر التي أصبحت صورا حياتية وربما يومية نصادفها في كل مكان...رغبنا من خلال ملحق شباب أن نغوص في الدردشة الالكترونية بين الشباب ونستطلع آراءهم:‏

و خلال ترددي على عدد من مقاهي الانترنت, وجدت أن النسبة الأكبر منهم تمضي أوقانا طويلة وبشكل شبه منتظم بين أروقة غرف الدردشة..معتمدين الشات وسيلة لتواصلهم وهو ما أكده لنا مرهف عطا لله (هندسة معلوماتية) وصاحب مقهى انترنت :‏

بأن الدردشة الالكترونية لها لغتها الخاصة,فهناك العديد من المختصرات لا تتعدى بضعة أحرف لكنها في واقع الأمر تعبر عن جملة أو جمل كاملة في كلامنا اليومي, ناهيك عن الرموز و الصور و الرسوم التي تعبر عن مشاعر المستخدمين وتضمن سرعة الاتصال فيما بينهم ,وتعد من الأشياء الرئيسية التي تغري الشباب في الإقبال على هذه الخدمة.‏

وأضاف : إن التوجه إلى الآخر من المسائل المهمة للشباب ,فالشاغل الرئيسي لأوقات فراغهم هو التقاء الأصدقاء,وبما أنهم يتواجدون الآن وبكثرة في غرف الدردشة هذا سيؤمن سهولة التواصل معهم أينما كانوا.‏

ويجد أن الخطورة تكمن في الإفراط باستخدام غرف الدردشة ,الأمر الذي من شأنه أن يسبب ضياع الشباب في هذا العالم الالكتروني خاصة وأنهم يعتبرونها (منطقة محمية ) فيعمدون إلى تقديم أعمار أكبر أو أصغر من أعمارهم الحقيقية لرغبتهم بدخول عالم الكبار أو الحديث إلى الصغار في العمر, رغبة بأداء دور يختلف عن دورهم و وضعهم الحالي في العالم الحقيقي..وأحيانا الخوض في أمور قد تكون محظورة في الحياة الواقعية كالأمور الجنسية مثلا ورغبتهم في معرفتها دون رقيب..والأخطر هو ما يحصل الآن من تناقضات مفردةَ على صفحات الانترنت حول الأحداث الراهنة.‏

ومن خلال تجربة علاء في غرف الدردشة رأى أن دخوله في زحمة تلك الغرف الالكترونية سبب له نوعا من العزلة عن محيطه ,ظنا منه أنها قد تغني معلوماته وتجعله يطلع على آراء متنوعة ضمن المجموعة التي يحادثها , لكنه وجد.. أن الحوارات يتم فيها الاكتفاء بآراء بعضهم البعض وكأن الحقيقة أصبحت بين ليلة و ضحاها في متناول أذهانهم الغضة,والنتيجة ..أن الأيام ستكشف عاجلا أم آجلا أن هذه الحوارات غير مجدية,وكان من الأولى الانصراف إلى الكتب أو الاستفادة من تجارب الحياة الواقعية.‏

بينما ديالا خضور حدثتنا عن ظاهرة مهمة تتعلق بتلك اللغة الالكترونية أي(الشات) بما أنها مغردة على صفحة (التويتر) حيث قالت لنا: لغة جديدة يتم تداولها بشكل كبير في معظم صفحات التواصل الاجتماعي و من قبل عدد كبير من الشباب وهي (عربيزي)أي الكتابة العربية لكن بأحرف أجنبية فتعطي المعاني باللغة العربية بينما شكل الكلمات باللغة الانكليزية,حيث يجدون فيها سرعة أكبر في التواصل وسهولة في إيصال أفكارهم خاصة عبر موقع(التويتر).‏

ورأت أن انتشار هذا النوع من الكتابة قد يشكل مستقبلا ضعفا في اللغة العربية التي بدأت تمتزج مع غيرها من اللغات بقصد مجاراة العصر وسهولة التواصل مع عدد أكبر من الأشخاص.‏

وخلال إكمال رحلة البحث في آرائهم و انجذابهم لتلك الغرف الالكترونية ,وجدت أن غالبيتهم وجدوا في صفحات التواصل الاجتماعي مساحة للتسلية ...أو الرغبة في الهروب من المشكلات و الضغوط الاجتماعية ...أو مناقشة قضايا مهمة ...لكن يبقى السؤال هل نحن فعلا أمام مجتمع الكتروني جديد سيحدث انقلابا في علاقاتنا الاجتماعية؟‏

وكشباب مقبل على الحياة هل سيكون أمام مرحلة جديدة من الانفتاح...أم الضياع؟؟يبدو أننا أصبحنا رهن المستقبل في كل ما يخص حياتنا.‏

Hazar.3bod@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية