تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النقد و الفن... تكامل أم تنافر؟

ثقافة
الأثنين 3-9-2012
آنا عزيز الخضر

الفن التشكيلي السوري إبداع حي ومتجدد في المشهد الثقافي السوري، نرى معارضه المتنوعة الألوان، في صالات معارض الفنون التشكيلية المنتشرة بكثرة، حيث نراها مشغولة على مدار العام، بأشكال إبداعية مختلفة في الفنون التشكيلية،

إن كان رسما أونحتا، خزفا ونقشا، تصويرا ضوئياً ومعارض كاريكاتير وغيرها الكثير، فأعمال الفنون التشكيلية ومعارضها، أكثر من أن تعد وهي غنية غنى الحياة الثقافية، حيث لها ارتباطاتها مع المجالات الثقافية الأخرى، إضافة إلى كون الفن التشكيلي لغة عالمية، لكن ماذا عن النقد التشكيلي، فهل تمكن من موازاة هذا البحر الإبداعي ؟‏

سألنا أكثر من فنان حول ذلك، فكانت الآراء متنوعة، حول ضرورة حضوره من خلال مهام وأدوار متعددة، لكنها اجتمعت عند فكرة إخلال النقد التشكيلي بمهمته، إذا ما قورن بتلك الإبداعات الكثيرة الهامة.‏

- مثلاً الفنان حسن ملحم قال:‏

أي حالة إبداعية تحتاج إلى من يقيمها من قبل طرف أكاديمي محايد، يقدم الاتجاه الأميز، وتضع الفنان على الطريق الصحيح، وفق معايير أكاديمية كما هي إبداعية، حتى يتمكن الفنان من الاعتماد عليها في تطوير منجزه الإبداعي اللاحق، من هنا يتطلب توفر ميزات خاصة في العملية النقدية، في اتجاهات عدة ثقافية ومعرفية وإبداعية مما يمكنها بالقيام بمهمتها، ورغم حضور إبداعات تشكيلية واسعة، إلا انه يغيب النقد الذي يواكب هذه الإبداعات، ويمكنني القول إن الفن التشكيلي رغم أهميته وعالمية لغته وسعة اتجاهاته وجماليتها، التي تشكل قاسما مشتركا لكل الشعوب، إلا انه يكاد يقتصر على نخبة معينة في مجتمعنا إبداعا وتواصلا، ولا زال إلى وقتنا الحاضر شريحة واسعة في مجتمعنا، لاتهتم بمتابعته على الإطلاق، وهذه الحالة قد تؤثر بشكل من الأشكال، على نضوج طرفي المعادلة الإبداعية، المنجز الفني من جهة والعملية النقدية من جهة أخرى، ونضوج هذه المعادلة بشكل عام، لا شك سيترك أثره على كافة معطيات العملية الفنية، إن كان في تطورها أوحضورها في حياة الناس، أوكثرة التجارب الفنية التي تلقى الإقبال الجماهيري، وتفعيل العملية النقدية.‏

- أما الفنان (ثائر سليمان) - نحت - قال:‏

إن الفنون التشكيلية وأشكالها العديدة، تعكس صورة صادقة عن حياة الناس بأشكال إبداعية، ويأتي النحت كأحد أهم أركان الفنون التشكيلية في هذا السياق، رغم أن كل الفنون تتداخل في مفرداتها الأساسية، ليكون التشكيل هوحالة يتمحور حولها كل الفنون على تنوعها، وتأتي أهمية النحت بكونه أولى الفنون، التي رافقت الإنسان وحضارته وتاريخه، خصوصا انه يعتمد على مادة أولية هي خالدة غالبا كالحجر والبرونز وغيره، ما يترك أثره الهام في خلود هذا الفن، والنقد التشكيلي ككل لا شك هوعملية تتكامل في مهامها ومعاييرها مع الفن التشكيلي، وله دوره الأكيد في تطوير الفن، حيث لا يختلف اثنان على هذا الأمر، ومانراه في أحيان كثيرة، يؤول الأمر عبر (النقد) إلى الاهتمام بهذا الفن بشكل عام، ومن زاوية الانطباع والوصف العام، حيث يقدم تحليل اللوحات، وتقديم بعض القراءات الأبرز فيها، أما الفنان فهويحتاج من النقد أكثر من ذلك بكثير، خصوصا أن الفن التشكيلي عالم إبداعي واسع، رغم أنه يمكن لهذه الأشكال، أن تحمل فائدة خاصة، بسبب عدم فهم المتلقي الكثير من الدلالات الفنية، فتأتي هذه المقالات مفيدة في هذا السياق، لا سيما عند الشرح للمضمون والأبعاد النفسية والاجتماعية لتقنيات اللوحة، وكل ما يخصها من تفاصيل وإشارات وألوان، لكن الفنان يحتاج النقد الأكاديمي، الذي يقدم الرؤية العميقة والشاملة والملاحظة الدقيقة التي تطور عمله، وتضعه على طرق أفضل بكل المعايير.‏

- أما الفنانة التشكيلية (عبير وهب) قالت:‏

الحركة التشكيلية السورية غنية ومتنوعة، في نفس الوقت، التي تغيب فيه الحركة النقدية التشكيلية، وإن تواجدت بعض الاستثناءات، رغم أنه من الضروري أن يحصل العكس، ومن المؤكد لوتواجدت بالشكل المطلوب، لتمكنت من فعل الكثير في هذا السياق، حيث يمكنها أن تساعد في بلورة المذاهب الفنية، كما الإرساء لثقافة تشكيلية، تصل إلى أوسع شريحة من الناس، بتبسيط مفاهيمها ومصطلحاتها وملامحها بشكل عام، لخلق تواصل دائم ومقنع مع المتلقي، دون أن ننسى أهمية توجيهها لخلق هوية فنية تشكيلية خاصة، وبالتالي، لابد من مقوماته قادرة على بلورة هذه الحالة، من خلال الخبرات الأكاديمية الاختصاصية، التي تمتلك المعارف الواسعة والثقافة والإلمام الغني بتاريخ الفن والكثير من التفاصيل الدقيقة، ذات الصلة الوثيقة بالمشهد التشكيلي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية