واستراتيجيات خفض وفياتها محلياً وعالمياً، وذلك بهدف لفت الانتباه إلى الأعباء المادية والنفسية والاجتماعية التي تسببها الولادة المبكرة نتيجة تهديد حياة الوليد وارتفاع نسب إصابته بالإعاقة.
مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور فادي قسيس بين (للثورة) أن الخدج يعني حدوث الولادة قبل مرور 37 أسبوعاً على الحمل وهو مسؤول عن نحو نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة ومراضتهم حسب منظمة الصحة العالمية، موضحاً أن ظروف الحرب فرضت أولويات مختلفة على الوزارة خلال السنوات الماضية حيث وجهت تركيزها على برامج اللقاح والتغذية، لكنها تعيد هذا العام اهتمامها بالبرامج الخاصة بصحة الولدان عبر متابعة الأم الحامل ورصد عمليات الولادة والاهتمام بحالة الطفل حتى عمر 28 يوماً.
ونوه الدكتور قسيس بأهمية إحداث مشفى خاص بالأطفال تابع لوزارة الصحة يوفر خدمات طبية ورعاية متكاملة لهم، مشيراً إلى أن الخدمات في الوقت الحالي مقتصرة على قسمين في مشفيي الزهراوي ودمشق، وأن الدراسة الخاصة بالمشفى جاهزة لكن المباشرة فيها توقفت نتيجة الظروف الحالية.
مدير عام الهيئة العامة لمشفى الزهراوي الدكتور رفائيل عطا الله أوضح خلال مداخلته أسباب الولادات المبكرة وطرق الوقاية منها لتجنب ولادة الخدج والتي تبدأ بمرحلة التخطيط للحمل ثم متابعة المرأة الحامل وتحديد موعد الولادة بدقة، مبيناً أن قسم الحواضن في المشفى يوفر الكثير من الخدمات لتجنب وفيات الخدج.
وبين الدكتور عطا الله أن افتتاح اختصاص (الخديج) ضمن المشفى جاء من حاجة بعض حديثي الولادة للمتابعة الخاصة، بعد أن كان يتم تحويلهم إلى مشفى الأطفال، أما الآن وبهذا القسم الجديد أصبح للمشفى الإمكانات اللازمة التي تمكنه من احتضان حديثي الولادة وتأمين الرعاية الصحية اللازمة وإجراء الفحوصات والمتابعة الطبية لهم، مشيراً إلى أهمية رفد القسم بعدد كافٍ من الأطباء المختصين.
ونوه مدير مشفى الزهراوي بأنه تم الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذا الاختصاص ضمن المستشفى ويتم تأهيل طلاب من الأطباء المقيمين كمختصين بإشراف المتخصصين الموجودين في المستشفى مسبقاً، مبيناً أن قسم الخديج يضم 10 حواضن رعاية للأطفال، بالإضافة إلى 3 منافس خاصة له، مؤكداً أنه يتم تقديم جميع التسهيلات الطبية التي تساعد على رفع نسبة الولادة الطبيعية، ويعتبر مؤشر انخفاض عدد الولادات القيصرية مهم جداً كونه يدل على الأولوية التي تعمل عليها إدارة المشفى لزيادة عدد الولادات الطبيعية قدر الإمكان لتصل إلى معدلها الطبيعي والعالمي المطلوب.
مسؤولة الصحة في منظمة اليونيسيف الدكتورة لميس بزازة أكدت اهتمام سورية بالولدان منذ سنوات كثيرة عبر برنامج انعاش الوليد ومؤخراً من خلال عيادات متخصصة برعايتهم في عدة مشاف ومراكز صحية على مستوى سورية وعبر تطبيق الخطة العالمية لرعاية كل مولود جديد (ايناب) في ستة مشاف بالتنسيق بين وزارة الصحة ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف.
خبير صحة الطفل والتغذية في منظمة الصحة العالمية الدكتور محمود بوظو أوضح أهمية العمل حالياً على نقاط إعادة تفعيل برامج إنعاش الوليد والعناية به في المنزل وتطبيق استراتيجية صحة الأم والطفل، مشيراً إلى أن تخفيض وفيات الأطفال تحت سن الخمس سنوات يتطلب بالدرجة الأولى الاهتمام بالخدج وتجنب اختلاطاتهم باعتبار أن نصف هذه الوفيات تحدث في الشهر الأول من حياة الطفل.