ولا أحسن مطرب أو مطربة عربية، وإنما للمشاركة في الحملة الوطنية الكهربائية لترشيد الطاقة (خلال فترة الحرب والعقوبات) لا المشاركة لمجرد المشاركة وإثبات الحضور الدعائي الإعلاني فحسب، وإنما للتفاعل الجاد والصادق وعلى أوسع نطاق وأعلى مستوى للاستمتاع بنعمة الكهرباء التي مازالت منورة بفيولها وغازها ومحطات توليدها وخطوط نقلها وتوزيعها.
هذه الدعوة تحتم علينا جميعاً نعم جميعاً فرملة اندفاعنا الزائدة وغير المبرر في كثير من الأحيان لحالة (البطر) في التعامل مع الطاقة الكهربائية التي لم ينقطع إرسالها طيلة الأشهر الأخيرة الماضية لا على منازلنا ولا محالنا ولا معاملنا ولا مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا الذين أعلنوا وعلى الملأ وصولنا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الكهربائي، ورمي يمين الطلاق (وبالتلاتة) على المولدات والبطاريات واللدات التي صبت أثمانها جميعاً في كروش من لم يشبع بعد، الذين يصلون ليل نهار لانتشار ظاهرة فوضى استجرار الطاقة والانتقال مجدداً وقسراً إلى برامج التقنين، كل ذلك ليصرفوا كل ما هو مكدس في مستودعاتهم ومخازنهم من مواد ومعدات وتجهيزات لم تجلب لجيب المواطن إلا إفلاس على إفلاس.
وبعد كل ذلك يأتيك من يسأل عن برامج وخطط الوزارة الشتوية، دون أن يكلفوا خاطرهم (البعض طبعاً) عناء ومشقة رسم خارطة استجرارية في منازلهم التي تتربع على الصدارة ومن دون منازع أو منافس لجهة أكثر القطاعات (المنزلية) هدراً للطاقة الكهربائية.
وعليه فإن من حقي كما مئات الآلاف أن أضم صوتي إلى الصوت الصادر من وزارة الكهرباء، لا للعيش على لمبة واحدة ولا للاستحمام شهرياً ولا لغسل الملابس وكيها دورياً (كل ثلاثة أشهر) .. لا على العكس بل لاستخدام الطاقة على مدار الساعة بشكل علمي وعملي مدروس لأن الاستخدام دفعة واحدة وبشكل جماعي للتيار .. سيؤدي إلى زيادة الأحمال، وحرق المحولات وتوقف العنفات وخروج المحطات، وانتشار الظلام والاصطدام بالجدران، لمجرد أن البعض ممن يسددون فواتيرهم الكهربائية ديناً أو نقداً، والذين يسرقون ويخربون المال العام لا يشعرون بقيمة هذه النعمة إلا عندما يهدرونها ويفقدونها ويعيشون في ظلمتها.. ويأتونك ـ بعد القطع ـ ليسألوك وبكل .... من قطعها ولما.