تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في يوم «الثقافة.. لوعي الحياة»... وزارة الثقافة.. تطلق الندوة الوطنية ودورها في تحقيق النصر

ثقافة
الأثنين 27-11-2017
عمار النعمة

برعاية وحضور السيد محمد الأحمد وزير الثقافة واحتفاء بيوم الثقافة (يوم الثقافة... لوعي الحياة) أقيمت الندوة الوطنية (الثقافة الوطنية ودورها في تحقيق النصر) بحضور حشد من المثقفين والإعلاميين والسياسيين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

وأكد الأحمد في تصريح له أن هذه الندوة تأتي لتغطية العديد من جوانب الثقافة الوطنية، تلك الثقافة السورية الراقية التي عرفها تاريخ سورية بغية تعزيزها ودراسة الجوانب التي اعتراها وهن أو ضعف، مشيراً إلى أن الندوة تحمل بعداً نقدياً ولكنها لا تقصده بذاته بل يمثل البعد النقدي أرضية مناسبة للانطلاق منها إلى الجوانب السلبية لمعالجتها وتعزيز الثقافة الوطنية الإيجابية التي تغير وجه ما رأيناه.‏

وقال وزير الثقافة: نحن نُستهدف ثقافياً قبل أي أمر آخر.. وعندما يستهدفون الحجر قد نستطيع أن نكوّن بدائل له.. لكن عندما يتدمر أثرٌ فمن الصعب أن نعيده إلى مكانه... لذلك ونحن على أبواب النصر الكبير يمكننا القول أن سورية انتصرت بفضل كتابها ومثقفيها كما انتصرت بفضل سواعد جيشها، مضيفاً أن سورية بلد يستند إلى فعل ثقافي حقيقي ومتجدد وهي محمية بفضل تجذرها التاريخي.‏

بدوره الأديب بديع صقور ألقى كلمة قال فيها: إن الحرية ثقافة وحياة ولن تكون حراً ما دمت جاهلاً، الثقافة تعلمنا قبل أي شيء حب العدالة مثلما تعلمنا بناء الحياة البشرية، الثقافة القمر الذي لا يغيب مضيفاً: كم هو جميل أن نشيّد للكلمة في قلوبنا بيوتاً شامخة، بيوتاً لا تهزها الزلازل ولا تقوضها العواصف، بيت شعر جميل، كلمة تُطلع منها شمس المحبة خير من ودائع الملوك وخزائن الأباطرة والطغاة.‏

المحور الأول من الندوة التي تقام ليومين جاء تحت عنوان (دور الثقافة في بناء الإنسان المستقبل) حيث ترأس الجلسة د.اسماعيل مروة وشارك فيها كل من د.عاطف البطرس والأستاذ الإعلامي علي قاسم والأديب بديع صقور.‏

الوطن.. تاريخ وثقافة ولغة‏

د.عاطف البطرس في مداخلته (الانتماء من الغريزة إلى الوعي) بداية عرّف الثقافة أنها طريقة حياة ونمط تفكير قائلاً: الثقافة قبل أن تكون معرفة ومعلومات هي سلوك، والمثقف عليه أن يكون ليس منارة معرفية وإنما قدوة سلوكية وإلا خسر القسم الكبير من ثقافته ومكانته الاجتماعية ودوره الريادي. أما الوطنية تحتاج إلى شيء من التدقيق إذا ربطناها بالثقافة الوطنية.‏

مضيفاً: إن شعور الإنسان بالإنتماء إحساس فطري يلازمه منذ نشأته طفلاً متصلاً بثدي أمه، حاجته إلى الغذاء تشده إلى التعلق بها، ينمو الشعور كلما تقدم الطفل باتجاه الوعي إذ ينتقل الإحساس بالحاجة إلى ضرورة حياتية تشمل الحنان والأمومة والتعلق بالجذور.‏

وأكد البطرس أن الوطن ليس أرضاً فقط إنه إنسان وتاريخ ولغة وثقافة فليس كل مكان يؤمن للإنسان احتياجاته المادية وطناً، الوطن هو الهوية الثقافية القابلة للتشكل بشكل مستمر والتي تعبر عن الوحدة الجمعية التفاعلية لمجموعة من المواطنين الذين يتمتعون بإمكانيات الاختيار الحر لهوياتهم.. مبيناً أن الوطن هو أرض الأجداد وتاريخ نضالاتهم وأحلامهم وانكساراتهم، الانتماء إلى الوطن ليس حاجة مادية نفعية إنه وعي لمفهوم الدولة الوطنية القائمة على وحدة الأرض والمحافظة على النسيج الاجتماعي ووحدة المؤسسات بذلك نرتقي بمفهوم الوطن من الغريزة إلى الوعي.‏

ثقافة الحوار بحاجة إلى من يشيعها‏

بدوره الزميل علي قاسم رئيس تحرير صحيفة الثورة أشار في مداخلته المعنونة (إشاعة ثقافة الحوار) إلى أن العنوان يطرح في ثناياه الكثير من الإشكالات القائمة بحكم ما ينطوي عليه من مفارقة تعزز ذلك الإحساس بالحاجة إلى فهم الظرف التاريخي الذي تصبح فيه ثقافة الحوار بحاجة إلى من يشيعها وهي الحالة التي لا يمكن الاستغناء عنها حتى في الظروف الطبيعية فكيف هو الحال بالاستثنائية؟.‏

وقال قاسم: في وقت نحتاج فيه إلى الحوار الحقيقي ليس في سورية بل في العالم كله تبدو الضرورة ملحة بل أكثر من ذلك عندما تعصف بنا الرياح فلا ملجأ لنا إلا الحوار، وهذا الحوار حريّ بنا أن نضعه وأن نعرف متى نتحاور وكيف ولماذا وما الغاية من الحوار؟..‏

وانطلق قاسم من نقاط محددة ضبطها من خلال البحث العلمي لمجموعة محددات ووصل إلى غايات ونتائج تعطي الحوار معناه الواسع والبعيد مضيفاً: علينا أن نسلط الضوء على الحوار كمفهوم أكاديمي ومعرفي وكحاجة طبيعية تشتد وتكبر في الظروف ما فوق الطبيعية، وكمعطى يتم اللجوء إليه في الأزمات الوطنية، وكنوع من التعبير الطبيعي لحراك المجتمع ودوره في تنمية المعرفة المجتمعية بأبعاد سياسية وفكرية.‏

الثقافة وحدها تكبر وتكبر‏

أما الأديب بديع صقور فتحدث عن (دور الثقافة في بناء الإنسان) فقال: الثقافة أغلى الثروات وأبقاها على الدهر، وذلك أن الذهب ينفد والألماس ينفد والفضة تنفد لكن كنز الثقافة يزداد، فهو الكنز الذي بدا منذ الأزل وسيدوم للأبد، وأشعته كأشعة الشمس لايعتريها نقصان بل إن الشمس تنقص والقمر ينقص والثقافة وحدها تكبر وتكبر إلى ما لانهاية.‏

وأضاف صقور: إن الثقافة تؤدي دوراً جوهرياً في بناء الإنسان وتطوير المجتمع وتقدمه وبلورة الوعي الإنساني وهي ضرورية لمواجهة تحديات العصر ومشكلاته المختلفة وللمؤسسات التعليمية والتربوية دور حقيقي في عملية التوجيه والتثقيف ووضع البرامج التي تحرر الإنسان من التقاليد الرجعية البالية وتعمل على صقل شخصيته ووعيه وتخليصه من السلبيات وبناء مجتمع واع قادر على مواجهة مصاعب الحياة المعاصرة... مختتماً بالقول: لا ثقافة ولا تربية ما لم تنتقل من المثقف الفردي النخبوي إلى ثقافة المجتمع وقوة القواعد القانونية التي تحدد الحقوق والواجبات وتحقق النظام الاجتماعي المتقدم الشامل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية