خاصة في ظل الهزائم المدوية التي يلحقها الجيش العربي السوري وحلفاؤه بتنظيم داعش، والتي باتت حديث معظم وسائل الإعلام العالمية اليوم.
فبعد إعلان البنتاغون زيادة عدد جنوده في سورية، أكد مقال نشره موقع « مون أوف ألبا» الأمريكي أن الوجود الأميركي في شمال شرق سورية هو وجود غير شرعي، كما أنه لا يمكن أن يبلغ مآربه أياً كانت، لافتاً إلى أن الجنرالات الذين وضعوا هذه الخطط يفتقرون إلى البصيرة الإستراتيجية.
وأضاف المقال: انطلاقاً من أنه لم يعد هناك أي منطقة خاضعة لسيطرة «داعش» في سورية وقد تم القضاء على ملاذاته الآمنة على يد الجيش السوري لم تعد هناك ذريعة لوجود القوات الأمريكية في سورية أو العراق، ومع أنه يمكن تطبيق مبررات قانونية أخرى، مثل دعوة من الحكومتين الشرعيتين في سورية والعراق، إلا أن الحكومة السورية لم تدعُ القوات الأمريكية للبقاء في أراضيها ما يشير إلى أن وجود هذه القوات في شمال شرق سورية هو احتلال موصوف، والسؤال الذي يفرض نفسه: ماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي المعتد بنفسه لمعاقبة الولايات المتحدة على انتهاكها للقانون الدولي وعدم احترامها السيادة السورية؟
وأشار المقال إلى أنه ليس خافياً أن القوات الأمريكية في سورية متحالفة مع مايسمى وحدات حماية الشعب التي ينظر إليها على أنها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبع بدوره لحزب العمال الكردستاني التركي المدرج والمصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وغيره، وهذه الوحدات تسيطر الآن تحت قيادة الولايات المتحدة على حوالي 40٪ من احتياطيات سورية من الهيدروكربونات في لصوصية فاضحة، ولا ننسى أن الولايات المتحدة سهلت انضمام بعض إرهابيي داعش إلى ما يسمى قوات سورية الديمقراطية بعد أن وعدتهم بأجور أفضل.
وأشار مقال الموقع الأمريكي الى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت في بيان لها أن طيران التحالف الذي تقوده واشنطن حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في المجال الجوي فوق البوكمال بينما كان الجيش السوري وحلفاؤه يحررون المدينة، مشيراً إلى أن المقاومة اللبنانية أكدت بدورها أن القوات الأمريكية كانت تقدم معلومات استخباراتية دقيقة لـداعش الذي يقصف الأهداف وفقاً لذلك، كما أن القوات الأمريكية استخدمت إجراءات الحرب الإلكترونية للتشويش على كل ما تستخدمه سورية وحلفاؤها في محاربة التنظيم، وتتفق هذه المعلومات مع تقارير أخرى تؤكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون دعم التنظيمات الإرهابية الأخرى في شمال غرب وجنوب غرب سورية.
وفي الختام تابع المقال فضحه للدور الأمريكي المخرّب في سورية بالقول : كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قد كشف قبل ذلك عن نيات الولايات المتحدة للبقاء في سورية بشكل غير قانوني، قائلاً: إن «التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهابيين في سورية والعراق لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام في سورية، التي ترعاها الأمم المتحدة، لم تحرز تقدماً، وتباعاً وبحسب مسؤولين فإن الإدارة الأمريكية غيرت هدفها المعلن في سورية وهي تحمي الإرهابيين علناً وتأمل فوقها توظيف وجودها في شمال سورية في محاولة للضغط على الدولة السورية لتقديم تنازلات في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
بالتوازي قال موقع كاونتر باونش الأميركي أمس: إن الإعلام الغربي تجاهل محو «داعش» وركز على الفضائح الجنسية.
الموقع الأميركي وفي مقال للكاتب مايك ويتني قال: لا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن داعش قبل عامين فقط كان قويا وقيادته جيدة، وكان مسلحا بسخاء ويتمتع بكفاءة الموارد وقوة شبه عسكرية في التاريخ الحديث، بعد أن منح لنفسه امبراطورية بين دولتين ذات سيادة ، ومع ذلك لم يعد داعش كذلك، فأيام التنظيم الذي كان يستشري في سورية مثل السرطان قد انتهت.
فسورية وحلفائها وعلى رأسهم روسيا طردوا داعش من آخر معاقله في سورية، والآن سيحول التحالف السوري كما اسماه الموقع انتباهه إلى النقاط الساخنة العديدة في جميع أنحاء البلاد، حيث تنتظر التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة قيام الجيش السوري بعمليته النهائية في القضاء عليها.
وبين الموقع الأميركي أن التنظيم الإرهابي هزم بشكل كامل، وأن إرهابييه أجبروا على الفرار من مدينة البوكمال شمالا أو استسلموا للقوات السورية على محيطها، وبالتالي لم يعد داعش يحتل أيا من المدن الكبرى أو المدن التي كانت تشكل في وقت سابق الدولة الوهابية الناشئة، مشيراً إلى أن ما يحدث بعد ذلك في سورية له أهمية حاسمة وذلك لاعتقاد موسكو بان الجزء القتالي من الحرب يقترب من نهايته.
كما اعترف الموقع الأميركي بأن وسائل الإعلام الغربية قد تجاهلت تماماً هزيمة داعش في البوكمال لأن التحالف الذي تشارك فيه روسيا هو الذي ألقى الضربة الأخيرة في هذه المعركة، فعناوين الصحف بدلاً من التركيز على سحق داعش في سورية، فإنها ركزت على التفاصيل التافهة لأحدث فضيحة جنسية.
وأوضح الموقع أن المشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة وحلفاؤها الإسرائيليون والسعوديون الذين ما زالوا يريدون إسقاط الدولة السورية وتقسيمها وتحويلها إلى حامية أميركية أخرى، فهزيمة داعش لم تغير من طموحات واشنطن الاستراتيجية أو تصميمها على التدخل في سورية حتى بعد انتهاء الأعمال القتالية.