وبدلاً من أن يواري وجهه خجلاً بما اقترفت يداه من آثام وجرائم لا تُغتفر بحق الشعب الفلسطيني، فإنه يجاهر بمجازره المروعة، وكيف لا يجاهر بها، والمجتمع الدولي وكل تعويذاته حول حقوق الإنسان والكرامة البشرية تنتهي صلاحيتها وينعدم مفعولها أمام الجرائم الإسرائيلية.
الإقرار الاسرائيلي بارتكاب مجازر وجرائم حرب، تزامنت مع ارتكاب سلطات الاحتلال للمزيد من الهجمات والاعتقالات التي لا مبرر لها سوى أنها سياسة امتهنتها هذه السلطات علها تشفي غليلها من صمود الفلسطينيين على ظلم المحتل وفاشيته التي لا تطاق.
وفي التفاصيل فقد تباهى يعلون بأنه أكثر مسؤول إسرائيلي قتل فلسطينيين، وقال: إنه لا يوجد في الكنيست أحد قتل من الفلسطينيين والعرب أكثر منه في إسرائيل.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ الرأي السائد في الشارع الإسرائيلي هو أنّ وزير الحرب الأسبق إيهود باراك هو الضابط الأكثر رصيداً في القتل، حيث قتل بيديه أكثر من أي سياسي أو جنرال آخر في جيش الاحتلال.
لكن صحيفة معاريف كشفت أمس أنّه في نهاية الأسبوع فاجأ يعلون الإسرائيليين عندما ادّعى أنه لا يوجد في الكنيست أحد قتل من الفلسطينيين أكثر منه.
وفي ندوة عُقدت الجمعة في مستوطنة سديروت تطرّق يعلون إلى قضية الجندي الإسرائيلي اليؤور ازاريا الذي قتل الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بدم بارد، وقال: إن ساحة القتال لدينا في السنوات الأخيرة فيها الكثير من المواطنين وهذا يشكل تحدياً أخلاقياً كبيراً إذ مطلوبٌ منك أن تقتل .
وأضاف لايوجد تقريباً وزراء في الحكومة أو أعضاء كنيست اضطروا للقتل أكثر مني.
أما على الصعيد الميداني فقد أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال، ظهر أمس في مخيم العروب شمال الخليل.
وأفاد مراسل معا أن احد الجرحى تم اعتقاله، بعد أن اوقف جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي تنقله إلى المستشفى وأنزلوه منها بالقوة، فيما نقلت سيارة إسعاف الجريح الثاني إلى مستشفى في الخليل للعلاج.
وقالت مصادر امنية: إن الجريح أحمد محمد أبو ريا من مخيم العروب تم اعتقاله عندما اعترض جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي تنقله قرب مفترق عتصيون.
وأضافت المصادر إن الشاب نديم مهيب جوابرة أصيب برصاص متفجر في الحوض والساق وتم نقله الى مستشفى في مدينة الخليل.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس خمسة فلسطينيين خلال حملات دهم في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا أن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقين وشابين آخرين من بلدة الخضر في بيت لحم فيما اعتقلت فلسطينيا من بلدة بيتين في رام الله.
في السياق ذاته أكد مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة أمس أن سلطات الاحتلال ضاعفت من اعتقالاتها ومداهماتها الليلية للمنازل فى مدن وقرى الضفة في الأشهر الأخيرة، وكانت أعلى حالات الاعتقال في حزيران الماضي، حيث تم اعتقال ما يقارب من 880 حالة.
ونقل حمدونة أن احصائيات مهمة نشرتها المؤسسات العاملة في مجال الأسرى، وعلى رأسها هيئة الأسرى ونادي الأسير والميزان والضمير ومؤسسات أخرى على مدار الأشهر السابقة أكدت أن مجموع المعتقلين منذ بداية العام وصلت إلى ما يقارب من 5700 حالة اعتقال منها ما يقارب من 1980 حالة من مدينة القدس المحتلة لوحدها تم الافراج عن المئات منهم بعد اجراء التوقيفات والتحقيقات والابقاء على عشرات أخرى منهم.
من جهة أخرى أكد مركز اسرى فلسطين للدراسات في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين ثاني من كل عام، ان سلطات الاحتلال تمارس كافة أشكال التعذيب والعنف والتنكيل بحق الأسيرات الفلسطينيات في السجون دون رادع.
وأضاف المركز أن المؤسسات الدولية تسن القوانين وتضع التشريعات التي تحرم ممارسة العنف والتعذيب ضد النساء، ولكنها تغض الطرف عن تجاوزات الاحتلال وجرائمه بحق الأسيرات الفلسطينيات، ما يشجع الاحتلال على الاستمرار في تلك الممارسات غير الانسانية.