التي تحاول واشنطن وضعها في عجلات المؤتمر الوطني لسورية ..حتى إذا غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر مغرياً نظيره التركي لإغلاق ما فتحه من أبواب سياسية وخاصة من الصوب الدمشقي, بعيداً عن عتبات البيت الأبيض مقابل إحراق الورقة الكردية، كانت الرشاقة الروسية بما قفزته من خطوات سياسية وميدانية مع دمشق أشد سرعة من واشنطن الزاحفة على بطن التحالفات المتصارعة.
في هذه اللحظات السياسية التي تسحب فيها موسكو كل البساط الدولي من تحت واشنطن، بدءاً من سورية.. وليس انتهاء باختراق حلف الناتو من حلقته التركية، لا ينفع واشنطن ما تقدمه من عروض سياسية لأردوغان حتى ولو كان قطع الذراع الأميركية في سورية «قسد» وإغراقها على الضفة الشرقية للفرات، فبيضة القبان السياسي هي بيد اللاعب الروسي في كل التوازنات والمعادلات الجارية في المنطقة، وما عاد البيت الأبيض قادراً على الإغراء وقد بان العراء السياسي حتى الخزي في سياسته.
اذًا ماذا تقدم واشنطن لأردوغان في طبقها الكردي؟ وهي التي تعلم أن طبخة التجزئة والتفتيت في سورية والعراق ابتلعتها ثلاجة المرحلة, اللهم إلا إذا كان الرئيس التركي ينوي ان ييبع دوره مجدداً لأميركا لابتزاز روسيا في آستنة ومجمل الملف السوري, علّ ثمن السلطان يعلو في المعادلات الدولية ويستفيد أردوغان من فروق العملات السياسية ولكن ...ولكن..
لا تبدو اليوم المعادلة السورية وثبات محور المقاومة قابلة للتأثر في المضاربات السياسية، فالميدان السوري بيد دمشق، لذلك تبقى حلول المرحلة معلقة على جدارها لا يطولها من كان خارج الجغرافيا حتى لو استعصت واشنطن بجنودها شرق سورية, فالدولة السورية دفنت داعش و سحبت كل الذرائع من أمام المحاججين الدوليين، لدرجة أن مناقشة الدستور والانتخابات باتت بإعلان دمشقي، فعلى من ستقرأ المعارضة السورية مزامير «الحريات والديمقراطية»في سوتشي!!
ننتظر المؤتمر الدولي الذي قال عنه المبعوث ستيفان ديمستورا أنه مفاوضات حقيقية، ونعلم أن السيادة السورية لا تقبل القسمة الا على شعبها، وتملك كل معطيات المرحلة لدرجة جعلت إسرائيل في مرحلة اللاخيار تندب حظها المتعثر.. وتجلس على قارعة الأحداث تتحرش بالمارة السياسيين الى الحقبة الدولية الجديدة بقيادة روسيا.. فتارة يضغط نتنياهو على موسكو باعتبارها الطريق الدولي الالزامي الى الملف السوري.. وتارة أخرى يتبع سياسة التحول عن الدقة في الحسابات ويفتح الخيارات للحرب، وهو الذي يعلم بأنه الأعجز عن خوضها كما قالت القناة العاشرة الاسرائيلية، فقواعد الاشتباك باتت متحولة وجبهة المقاومة أقوى من أي وقت مضى، ومن يضرب لبنان قد تصفعه سورية والعكس صحيح ...
توقيت سوتشي تضبطه دمشق كما قالت موسكو يوم فردت السجادة الحمراء من سورية الى روسيا، ومضى الرئيسان السوري والروسي بخطوات سياسية كبيرة استبقت كل الانعقادات الجارية واللاحقة ..أما من تأخر عن مواعيد مكافحة الإرهاب والتسويات فخير لنا أن لا يأتي أبداً كما أتى التحالف «الاسلامي « لمكافحة الإرهاب الذي عقد مؤتمره الأول في الرياض مع نهاية داعش !!.