الإرهاب ..صناعة إسرائيلية بامتياز
شؤون سياسية الأحد 18-1-2009م د. ابراهيم زعير في عالم تسوده شريعة الغاب شريعة الوحوش كل شيء مباح ويطلقون عليه «العالم الجديد» مباح فيه الكذب والتضليل والاستخفاف بعقول وذاكرة البشر مباح فيه القتل والتدمير
وممارسة الإرهاب بكل أشكاله وأساليبه بما في ذلك إرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل» وحلفاؤها وأعوانها بامتياز على شعب غزة الأعزل، ووصلت الوقاحة لدرجة أن المسؤولين الإسرائيليين من رئيس هذا الكيان شمعون بيريز إلى رئيس وزرائه إيهود أولمرت إلى وزير الحرب باراك ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني الموهوبة بالاستعراضات البهلوانية يتباهون بقتل الأطفال ووزيرة الخارجية البهلوانية ليفني لم تكتف بقلب الحقائق والتضليل والكذب، كما هو حال الآخرين من مسؤولي كيانها الإرهابي واتهام المقاومة الباسلة في غزة بأنها «حركة إرهابية» بل تطالب «مجتمعها الدولي» البوشي المتصهين بمساندة وتأييد كيانها في محاربة الإرهاب الفلسطيني وكأن قتل الأطفال والنساء والمواطنين الآمنين العزل في غزة ليس إرهاباً؟! وكأن الزائرين لهذا الكيان الغاصب لا يعرفون شيئاً عن القانون الدولي ولا يعرفون ولايشاهدون بأم أعينهم من يرتكب جرائم الإرهاب بحق الأبرياء، ولايعرفون وهم في الواقع لا يريدون أن يتذكروا ولايريدون أن يكونوا صادقين حتى مع أنفسهم بأن «إسرائيل» لم تلتزم يوماً بالهدنة مع حماس ولم تلتزم يوماً بأي قرار دولي يقضي بحق شعب فلسطين بإنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس ويخافون ممن يذكرهم بأن المقاومة حق مشروع لكل شعب محتلة أرضه أو مغتصبة حقوقه المشروعة العادلة من قبل دولة أخرى كمل تنص المواثيق والقوانين الدولية.
لقد تحولت عبارة« مكافحة الإرهاب» إلى كلمة السر التي يحتمون بها ويغطون كل موبقاتهم وجرائمهم وفاشيتهم بها يرتكبون الجريمة ويتهمون الآخرين بارتكابها، ينتهكون العهود والمواثيق والقوانين ويتهمون الضحية بانتهاكها. وكأن هؤلاء السادة لم يقرؤوا «بروتوكولات حكماء صهيون» وتعاليمها لليهود الصهاينة ونذكرهم بفقرتين فقط: «إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل» «برتوكول5» «إننا مصدر إرهاب بعيد المدى وإننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في إعادة إنشاء الملكيات» «برتوكول9» وفي فقرة أخرى تقول: « إن العنف الحقود وحده هو العامل الرئيس في قوة العدالة فيجب أن نتمسك بخطة العنف والخديعة ليس من أجل المصلحة فحسب بل من أجل الواجب والنصر أيضاً» هذا غيض من فيض من التعليمات الصهيونية الواردة في هذه البرتوكولات التي تعج بالعنصرية والكراهية والعنف ضد الشعوب كافة. شمعون بيريز رئيس هذا الكيان الغاصب وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» يتحدث وكأنه يعيش في عالم آخر عالم من الجهلة وفاقدي الذاكرة والمعرفة بحقيقة الأوضاع الفعلية على أرض الواقع يتهم حماس وكأنها المسؤولة عن كل مصائب الشرق الأوسط وصواريخها البدائية هي التي أدت إلى هذه المجازر في غزة، ولم يفطن هذا الصهيوني المتغطرس إلى أن جرائم «إسرائيل» في قطاع غزة وفي الضفة وفي فلسطين لم تتوقف يوماً منذ إنشاء هذا الكيان، فممارسة القتل الذي أًصبح سمة رئيسية من سمات هذا الكيان كان موجوداً قبل حماس وقبل صواريخ حماس، فعلى من يكذب هذا الإرهابي المخضرم بيريز؟ يتحدث بيريز عن كرهه للقتل ولكنه يقتل ويتحدث عن الإرهاب الذي يمارسه كل يوم، ولو أراد بيريز أو أولمرت أو أي حاكم «إسرائيلي» السلام فعلاً لكانوا اختاروه وهم يعرفون حق المعرفة طريقه ومفرداته واستحقاقات السلام العادل والشامل أي استعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين العرب والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عقب عدوان حزيران 1967.
وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للفلسطينيين الذين شردوا من وطنهم بالقوة والإرهاب والعنف والقتل. وكل هذه الاستحقاقات مقررة في مجلس الأمن الدولي، وليس على «إسرائيل» سوى الالتزام بها لكي يعم السلام في المنطقة ولكنها لا تفعل ولا تريد لأنها ببساطة لا تريد السلام الحقيقي العادل والشامل بل تريد استسلام العرب وخضوعهم لإملاءاتها ومشيئتها الاستعمارية وهذا هو جوهر المسألة ورفض «إسرائيل» الدائم لهذه الاستحقاقات هو الذي يولد المقاومة لمشروعها الاستعماري ويقود إلى الصراع الدائم وهو الذي تستغله لممارسة إرهابها وقتلها وذبحها للفلسطينيين في غزة وغيرها، وهذا الصراع لن ينتهي إلا بانتصار قيم السلام العادل الذي يعيد الحقوق المشروعة العادلة لأصحابها العرب الشرعيين ودون ذلك فإن المنطقة ستبقى في حالة من الحروب الدائمة!.
|