لا يوجد تواصل اجتماعي بين ابني والآخرين.
عندما آخذ طفلي البالغ سنتين لزيارة ما يتجاهل وجود الأشخاص ويلتفت للأشياء فقط، أمد يدي لألاعبه فيلعب باللعبة ولا يدرك وجودي كإنسانة وأم أمامه .
التواصل البصري بين ولدي ومحيطه شبه معدوم.
التوحد مشكلة كبيرة يعاني منها البعض ترى كيف تتجلى وما السبل للحد منها هذا ما نحاول معرفته من خلال الاختصاصي د. أسامة خطور صاحب كتاب «من التوحد إلى الاندماج الاجتماعي» حيث عقب قائلا: ليس هناك شذوذ اجتماعي واحد نستدل به على أن طفلا ما مصاب بالتوحد بل هي مجموعة متكاملة من المؤشرات التي تجتمع معا فتدل على أن طفلا ما متوحد وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث الأخيرة التي أجريت في أوروبا حول ماهية انعدام التواصل البصري عند المتوحدين على سبيل المثال قد استطاعت التوصل لاستنتاج أنه لا يوجد انعدام تام في هذه العملية وإنما نتيجة عدم قدرة دماغ الطفل على ترميز الأوامر الصوتية التي غالبا ما تتداخل وتصبح عديمة المعنى حيث يحاول الطفل تركيز نظره على الربع السفلي من الوجه (مصدر الصوت) عله يستطيع فهم شيء أو استيعاب نوع من التواصل ليكون في تلك اللحظة وكأنه يتجنب التواصل البصري يعامل الأشخاص وكأنهم جمادات منفصلة عنه وعن محيطه الذي يعيش فيه.
وعندما ينتقل الطفل إلى الحضانة وفي حين أن معظم الأطفال أثناء تعلمهم شم الأزهار يكون تركيزهم التام على تحليل واستيعاب هذه العملية بالمقابل ينصب اهتمام الطفل المتوحد على أكل العشب وشرب الماء من الأرض بالمقابل لدى المتوحد قدرة كبيرة على ملاحظة وحفظ الخصائص غير الاجتماعية للأشخاص (معرفة الأسماء، الأسرة التي ينتمون إليها، لون عيني كل واحد منهم) دون الدخول في أي علاقة اجتماعية مع أي منهم مع غياب الوعي والقدرة على استيعاب مشاعر أو أحاسيس الآخر فلو تواجد على شاطىء بحر مثلا وأراد التوجه لمكان محدد فإنه يمشي فوق الأشخاص والجرائد والزجاح أي كما لو أنه لا يستطيع التفريق بين الأشياء والأشخاص.
> ألا يملك الطفل المتوحد أي تواصل على الاطلاق مع الآخر؟
> > قد يقترب من الآخر بغية الحصول على إشباع للطبع الاستحواذي كملامسة شعر أو ملابس الآخر أو الدخول بأسئلة تدخل في خصوصيات الغرباء .
> ما سبب فقدان التواصل البشري؟
> > لا يستطيع المتوحد أن يدرك عقليا كيفية استخدام التواصل البصري للاتصال من دون استخدام اللغة والكلام والصوت كما يصعب عندهم فهم عملية التواصل من خلال قراءة تعابير الوجه وتحليل الانفعالات.
> هل يمكن البدء في المعالجة من هذه النقطة؟
> > هذا صحيح وذلك عبر إيجاد لغة وسيطة للتفاهم تربط بين الصورة والمعنى بطريقة سهلة ومبسطة مثل لغة الإشارة التعبيرية للمعوقين عقليا.
> كيف يتم التمييز بين الطفل المتوحد والمصاب بالتأخر العقلي؟
> > هناك اختبارات خاصة لهذا الشأن تتكون من 57 وصفا سلوكيا موزعة على خمس أطر تشخيصية يتم من خلالها توصيف الحالة بشكل دقيق .
أخيرا أهم ما في الموضوع أن يتقبل الأهل والمجتمع هذا الطفل الذي آلت ظروفه لهذه الحالة ومحاولة إيجاد وسائل بسيطة ومبسطة مع الكثير من الصبر للتعامل معه.