أننا نذهب بأولادنا إلى السعادة الأبدية لا إلى السعادة الدنيا الزائلة ونودعهم بزغاريد على انقاض البيت المدمر، نقدمهم إلى من هو أغلى من الأهل والمال نقدمهم إلى الله عز وجل ما أعظم أن يقف الإنسان وقفة صدق مع الذات أمام بطولات أبطال المقاومة. ما أصعب أن يقف الانسان أمام مشاهد القتل والدمار والإبادة الجماعية لأهلنا في غزة كل هذه الوحشية والبربرية لإبادة شعب مؤمن بالله ومؤمن بأن كل ذرة تراب من أرض غزة هي له وحده.إن ما يجري تحت سمع وبصر العالم هو إبادة جماعية للشعب العربي في غزة ،هؤلاء الأطفال الذين يسحبون من تحت الأنقاض تستصرخ الضمير العالمي والانساني لوقف هذه الهمجية وأن نساء غزة التي صرخت منذ أول يوم للقصف البربري وامعتصماه ...أين هو الضمير العربي من ذاك...
غيثاء حمدان رئيسة مكتب الاعلام في الاتحاد النسائي لفرع القنيطرة أردفت قائلة: إن هذا العدو الغاشم المحتل والمغتصب لهذه الأرض هو نبات غريب لا يمكن أن ينمو على دماء هذه الشهداء الزكية التي ضحت بأرواحها لتحتفظ بهذا التراب صالحا نقيا.
وما تشهده أحداث غزة من نداءات استغاثة من نسائها صمت الآذان عن سماع الصرخات الأليمة لهذه الأمهات التي يستشهد أطفالها وتبقى صامدة وتحبس الدمعة في عينيها لابل تقدم المزيد لتبقى شعلة المقاومة متأججة نعم تصرخ النساء يا عرب أغيثونا لا نريد طحينكم ولارزكم ولامعوناتكم ولكن نريد منكم جميعا أن تقفوا وقفة عز وشموخ لتكن الكلمة الواحدة والموقف الواحد الموحد لتقديم أي مبادرة أو أي فعل إيجابي لوقف العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة.ونحن نساء سورية بلد الصمود والتصدي لكل محاولات التآمر على الأرض المغتصبة وعلى أبطالنا المقاومين الشجعان إذ نرفع صوتنا عاليا لنقول لأختنا في غزة:نحن معكم قلبا وقالبا وصوتنا سوف يبقى عاليا وصرختنا ستبقى تملأ كل الفضاءات لكي تصل إلى إسماع من صم آذانه حتى لايسمع استغاثات الأطفال والنساء والشيوخ نقول لهم ارفعوا عن غزة الحصار والدمار والقتل واخرجوا من الأرض التي استبحتموها. وأكدت لتقول ستبقى أصواتنا عالية مع أصواتكم لنقول لاسرائيل إنك راحلة مهزومة مهما دمرت وقتلت لأنها شريعتك أما نحن فشريعتنا المحبة والسلام والألفة فإليك يا أختنا في غزة كل المحبة والعزة والشموخ والنصر الأكيد بإذن الله.
وبدورها عبرت سناء الحمصي عضو المكتب الإداري في القنيطرة أن المرأة الجولانية هي أخت للمرأة الفلسطينية وكم عانت في جولاننا المحتل وكم ناضلت وتحملت الكثير من أجل تحرير الأرض فقد رفضت الهوية الاسرائيلية وقاومت المستعمر جنبا إلى جنب مع الرجال ومنهن من قدمت ابنها شهيدا ومنهم من اعتقل وكذلك المرأة الفلسطينية كم عانت في غزة تشارك في الانتفاضة وتشارك في المقاومة قدمت الكثير وما زالت تقدم الشهداء اثنين وثلاثة وأربعة من أولادها لتحمل بعدها البندقية عزاء للوطن ولا توجد أم إلا ولديها شهداء ونحن بدورنا نكبر ونحيي المرأة الفلسطينية في غزة ونحيي شعب غزة الصمود. وأنا كإمرأة جولانية أشعر بالحزن والأسى لمعاناة المرأة في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني وأتمنى لو أكون عبوة ناسفة بين مجموعة الجنود الاسرائيليين ونتمنى أن ينصر الله شعب غزة ومقاومة غزة. والسلام الذي يتزعمونه أعداء الانسانية هو سلام حبر على ورق فلا يمكن أن ننسى أرضنا العزيزة فلسطين ولا يمكن أن ننسى أبناءنا الذين في سجون الاحتلال والدماء التي روت أرضها فإذا كان السلام يندرج تحت هضم الحقوق فهذا ليس سلاما وإنما استسلاما فالأصل في السلام أن يقوم على إعادة الحقوق لأصحابها وليس على الاستثناء منها، والسلام يعني الأمن والطمأنينة ونبذ الضغائن وكيف يكون هذا وأخي شهيد وأختي جريحة والحدود تغلق صباح مساء والدماء تلوث الوجوه فهناك قضية لا يستطيع أياً منا الفرار منها أو الالتفاف حولها إنها الانسان والإنسانية فلنعمم قضايانا لأننا بأمس الحاجة للشعور بمعاناة الآخرين وآلامهم وأن نشاركهم محنتهم بكل ما فيها من أوجاع.