هم يحاربون... يهاجمون يضحون بأجسادهم... بأرواحهم وبأرواح أولادهم مدافعين عن حق شرعي لهم وهو الحياة والعيش بسلام فوق أراضيهم التي يعرف العالم بأكمله أنها حق لهم.
إلا أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تمنع عنهم كل عون وكل مساعدة وحتى الطبابة والطب والأطباء كانت بمثابة جدار عزل بوجه كل هذه المعونات والمساعدات التي تسعى بعض الدول أن تقدمها لهم.
فإلى متى ستبقى جروح غزة تنزف والأطفال تموت دون أن يوجد من يسأل عنهم وعن أحوالهم فقط يوجد من يحصي هذه الجثث وتلك الأيادي وهذه الأجساد الممزقة.
أيام.. أيام وغزة تعيش تحت الدمار وتحت النار تلملم جراحها وجراح أولادها بأيديها أمام غاصب معتد جبار لا يشعر لا بالعطف ولا بالشفقة على أطفال بعمر الورود اليانعة التي بدل أن تتفتح تتمزق وتدفن تحت الأنقاض.
يحملون بأجسادهم الغضة الفتية أنقاض منازل توقع فوق رؤوسهم وكذلك نشاهد البعض منهم يبقى مختبئا بحضن أحد والديه أو أخوته الذي قتله رصاص الاحتلال دون أن يعي هذا الطفل البريء ماذا سيفعل أو ماذا حل بأخيه أو أبيه وكيف سيواجه هو هذه الحياة بمفرده وأمامه ستبقى كل هذه المناظر والمشاهدات بذهنه دون أن تغيب عن عينيه أو عن مخيلته وحتى عن ناظريه.
فكيف سيكبر وينشأ على هذه المناظر العنيفة .
كيف سيتعامل مع الآخرين.
كيف ستكون حياته وحياة أقرانه من الأجيال القادمة.
كيف ستكون نظرته إلى المستقبل وكيف سيكون هذا الجيل القادم.. وكيف سنعيش بمستقبل نعرف أن الجزء الأكبر من أفراده قد قتل بدون أي إثم أو ذنب.
فكيف سيكون المستقبل يا غزة..؟؟